محلّيات
تاريخ العدد 04/02/2010 العدد 11510
لم يجد تأخّراً في عمل المحكمة وأعلن تسريع المحاكمات واختصار التكلفة
كاسيزي يتبرأ من شهود الزور: أدلوا بشهاداتهم أمام لجنة التحقيق ولا علاقة لنا بها
علي الموسوي
أطلّ رئيس المحكمة الخاصة بلبنان القاضي الإيطالي أنطونيو كاسيزي على الشعب اللبناني بمحاضرة عن التحديات التي تواجه هذه المحكمة بعد انطلاقتها إدارياً قبل أحد عشر شهراً، وتحديداً في الأوّل من شهر آذار من عام 2009، واختار «بيت المحامي» في نقابة المحامين في بيروت مكاناً لهذه الإطلالة التي تابعها عن كثب، جمهور نخبوي قانوني يعرف بالإجراءات القانونية وتوصيفاتها وطرائق ترويضها، في وقت تشخص أنظار المواطنين اللبنانيين العاديين إلى معرفة قتلة الرئيس رفيق الحريري والتوقيت الفعلي لبدء المحاكمات العلنية، الذي تأخّر برأيهم، بينما رأى كاسيزي العكس تماماً.
وتبرأ كاسيزي من محاكمة شهود الزور الذين تدفّقوا على لجنة التحقيق الدولية المستقلة، من كلّ حدب وصوب، ومن السجون ومن أحكام يقضونها بجرائم مختلفة، وبرّر الأمر بأنّ « هؤلاء الشهود أدلوا بشهاداتهم أمام لجنة التحقيق وهو جهاز إداري مستقل لا علاقة لنا به».
وسبق للناطقة الإعلامية الرسمية باسم المدعي العام الدولي القاضي الكندي دانيال بيلمار راضية عاشوري أن قالت: إن محاكمة شهود الزور من قبل المحكمة الخاصة بلبنان يؤدّي إلى إعطاء مفعول رجعي للقانون الجزائي.
وكان هذا التفسير خاطئاً، لأنّ شهود الزور ارتكبوا جريمتهم في ظلّ القانون اللبناني الذي يعاقب على شهادة الزور، والمحكمة الخاصة بلبنان تطبّق القانون اللبناني، فلا تكون محاكمتهم من قبل هذه المحكمة مخالفة لمبدأ عدم رجعية القانون الجزائي.
وقد تخلّى كاسيزي في محاضرته أمس، عن التعليل الخاطئ قانوناً واستبدله بتبرير يتعلّق بالملاءمة، أيّ بعدم إرادة المحكمة بمحاكمة شهود الزور من دون أن يقول إنّ المحاكمة مخالفة لمبدأ عدم رجعية القانون الجزائي.
وأوضح ردّاً على سؤال آخر، إنّ إنشاء المحكمة وقانون إجراءاتها يتعلّق بالأصول، وإنّها إذا طبّقت القانون اللبناني كما هي الحال، فلا تكون قد أعطت القانون اللبناني أيّ مفعول رجعي، لأنّه عندما ارتكبت جريمة اغتيال الحريري، كان القانون الوضعي اللبناني يعاقب بالإعدام على مثل هذه الجرائم.
وبالنتيجة، يكون على المحكمة الخاصة بلبنان بقرار سياسي قد امتنعت عن محاكمة شهود الزور أمام لجنة التحقيق، ويمكن بقرار سياسي أيضاً أن تستعيد صلاحيتها لمحاكمتهم، وفي الحالين، يكون قرارها منسجماً مع القانون الجزائي اللبناني، وليس في الأمر أيّ مفعول رجعي كما علّلت بذلك عاشوري خطأ.
ومن يستمع إلى كاسيزي متحدّثاً عن شهود الزور تنتابه أسئلة لا غنى عن طرحها، فطالما أنّ المحكمة تطبّق القانون اللبناني، فلا تمييز بين شهود زور أمام لجنة التحقيق والمحكمة، خصوصاً أنّ وحدة التحقيق مترابطة ومنسجمة، بحسب ما تفترض الأصول، ولو استطاع شهود الزور خداع المحاكمة كما فعلوا بلجنة التحقيق، فهل كان يبقى الضبّاط الأربعة موقوفين ويخضعون للمحاكمة؟.
واستهلّ كاسيزي محاضرته بمقدّمة موجزة ومبسّطة عن الميزات التي تجمع المحكمة الخاصة بلبنان بالمحاكم الدولية الأخرى المتعلّقة بيوغوسلافيا السابقة ورواندا وكمبوديا وسيراليون، وقال: إنّ المحكمة الخاصة بلبنان مستقلّة عن القضاء اللبناني ولها صفة دولية واختصاصها دولي، وهي محكمة مختلطة ومكوّنة من أربعة قضاة لبنانيين وسبعة قضاة أجانب تمّ تعيينهم من قبل الأمين العام للأمم المتحدة.
ولفت كاسيزي النظر، إلى أنّ المحكمة لا تملك صلاحية تفتيش المقار، أو إجبار شهود على المثول أمامها في لاهاي، «ولكنّنا نعتمد بشكل أساسي على تعاون الدول التي يوجد الشهود على أراضيها ونتقدّم من سلطاتها بطلب للسماح لنا باستجوابهم لأهمّية العدالة».
وأكّد كاسيزي أنّ «تعاون الحكومة اللبنانية معنا ممتاز ولم نواجه أية صعوبة في التعامل معنا»، مذكّراً بأنّ المحكمة الخاصة بلبنان أنشئت في لحظة كان فيها العالم قد ضاق ذرعاً بالمحاكم الدولية الأخرى نظراً للتكاليف الباهظة التي تستلزمها، وطول مدة محاكماتها وقراراتها، ومحكمتنا محكمة إبداعية ورأينا من الضروري أن نعقد جلسات محاكمة غير مطوّلة، بل سريعة في إجراءاتها ولا تكون باهظة التكاليف، وحاولنا أن نجد حلولاً لنقاط الضعف التي عانت منها المحاكم الدولية الأخرى، ورأينا أن نختار ما هو معمول به في لبنان واستحداث منصب قاضي الإجراءات التمهيدية، الذي هو قاض خاص له صلاحيات واسعة ويستطيع أن يتخذ قرارات قبل بدء جلسات المحاكمة».
وأضاف كاسيزي: إنّ القرار النهائي للمحكمة الخاصة بلبنان يمكن أن يستخدم أمام المحاكم اللبنانية للحصول على تعويض بالنسبة لذوي الضحايا وورثتهم الشرعيين.
وردّاً على سؤال، قال كاسيزي: إنّ الأمور في المحكمة تقدّمت منذ بدء العمل في الأول من آذار 2009، فعند إنشاء المحكمة لم يكن لدينا لا مبنى، ولا جهاز إداري، ولا قاض، ولا مكتب دفاع. بدأنا من اللاشيء، ولم يكن لدينا قانون إجراءات جزائية يمكن أن ينظّم العمل والإجراءات، وفترة السنة طبيعية لأيّ محكمة فعندما كنت رئيساً للمحكمة الجزائية الدولية الخاصة بيوغوسلافيا السابقة بدأنا بمحاكمة أول شخص موقوف بعد ثلاث سنوات على بدء المحكمة عملها.
وسئل عن شهود الزور وتوقيف الضبّاط الأربعة؟ فأجاب: أودّ أن أؤكد على نقطة مهمة وهي أنّه لا علاقة لمحكمتنا بلجنة التحقيق الدولية، لأنّ هذه اللجنة أنشئت بقرار دولي بهدف جمع الأدلّة والمعلومات، وهي كانت لجنة تحقيق، بينما محكمتنا مؤسّسة قضائية ونعمل بموجب قوانيننا.
واستعاد كاسيزي نضاله ضدّ عقوبة الإعدام «غير المقبولة والتي لو طبّقتها المحكمة الخاصة بلبنان لرفض ترؤسها».
وسئل عمّا إذا كان مكتب الدفاع سيضمّ محامين إسرائيليين؟
فقال: يجب توجيه هذا السؤال إلى رئيس مكتب الدفاع فرانسوا روا، وهو لا يضع في اعتباره الجنسية والدين، بل مسائل تتعلّق بالاختصاص والخبرة واللغات بالنسبة للأشخاص المطلوب تعيينهم، ويجب عدم تعليق أيّ أهمّية على أن هذا الأمر يرتبط بالجنسية والدين، والأمم المتحدة لا تعطي أهميّة لذلك( وهنا صفّق بعض المحامين المعروفين بانتماءاتهم السياسية).
وشدّد كاسيزي على ضرورة أن يسجن المدان في دولته، وأن يكون في مكان يعرف لغته، وأن يخضع الحجز في أيّ مكان لرقابة الصليب الأحمر الدولي.
وكان عضو مجلس نقابة المحامين في بيروت فريد الخوري قد مهّد للمحاضرة والمحاضر «الذي هو شخصية استثنائية الكفاءات استحوذت على ثقة الأمم المتحدة»، وتلته نقيبة المحامين أمل حدّاد التي أشادت بالقاضي رالف رياشي الذي كان جالساً إلى جانبها على المنصة الرئيسية، وبخبرته القانونية وغزارة علومه وسعة اطلاعه.
وحضر القضاة اللبنانيون المعيّنون في المحكمة رالف رياشي وعفيف شمس الدين ووليد عاكوم وميشلين بريدي وقضاة ونقباء سابقون للمحامين ونوّاب وحشد من المحامين والإعلاميين.
PRESS REVIEW
February 4, 2010 - Assafir - Antonio Cassese
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
Background - خلفية
On 13 December 2005 the Government of the Lebanese Republic requested the UN to establish a tribunal of an international character to try all those who are alleged responsible for the attack of 14 february 2005 that killed the former Lebanese Prime Minister Rafiq Hariri and 22 others. The United Nations and the Lebanese Republic consequently negotiated an agreement on the establishment of the Special Tribunal for Lebanon.
Chronology - Chronologie
Détenus - Detainees - المعتقلون
International Criminal Justice
Videos - فيديو
- Now Lebanon : Crowds Gather to Show Support for International Tribunal, August 4, 2010
- IRIS Institute:La creation du TSL est-elle justifiee? - June 18, 2009
- Al Manar : Interview with Ali Hajj right after his release - April 30, 2009
- Al Manar: Summary of Jamil Al Sayyed's press conference, April 30, 2009
- AFP, Freed Lebanese prisoner speaks out - April 30, 2009
- OTV : exclusive interview with Jamil Sayyed - April 30, 2009
- Al Jazeeera English : Crowds celebrate Hariri suspects'release - April 29, 2009
- OTV : report about Ali el Hajj - March 18, 2009
Liens - Links - مواقع ذات صلة
The Washington Institute for Near East Policy, David Schenker , March 30, 2010 . Beirut Spring: The Hariri Tribunal Goes Hunting for Hizballah
Frederic Megret, McGill University, 2008. A special tribunal for Lebanon: the UN Security Council and the emancipation of International Criminal Justice
International Center for Transitional Justice Handbook on the Special Tribunal for Lebanon, April 10, 2008
United Nations
Conférence de presse de Nicolas Michel, 19 Sept 2007
Conférence de presse de Nicolas Michel, 27 Mars 2008
Département d'Etat américain
* 2009 Human Rights report
* 2008 Human Rights report
* 2007 Human Rights report
* 2006 Human Rights report
* 2005 Human Rights report
ICG - International Crisis Group
The Hariri Tribunal: Separate the Political and the Judicial, 19 July, 2007. [Fr]
HCSS - Hague Centre for strategic studies
Hariri, Homicide and the Hague
Human Rights Watch
* Hariri Tribunal can restore faith in law, 11 may 2006
* Letter to Secretary-General Kofi Annan, april 27, 2006
Amnesty International
* STL insufficient without wider action to combat impunity
* Liban : le Tribunal de tous les dangers, mai 2007
* Jeu de mecano
Courrier de l'ACAT - Wadih Al Asmar
Le Tribunal spécial pour le Liban : entre espoir et inquiétude
Georges Corm
La justice penale internationale pour le Liban : bienfait ou malediction?
Nadim Shedadi and Elizabeth Wilmshurt, Chatham House
The Special Tribunal for Lebanon : the UN on Trial?, July 2007
Issam Michael Saliba, Law Library of Congress
International Tribunals, National Crimes and the Hariri Assassination : a novel development in International Criminal Law, June 2007
Mona Yacoubian, Council on Foreign Relations
Linkages between Special UN Tribunal, Lebanon, and Syria, June 1, 2007
Frederic Megret, McGill University, 2008. A special tribunal for Lebanon: the UN Security Council and the emancipation of International Criminal Justice
International Center for Transitional Justice Handbook on the Special Tribunal for Lebanon, April 10, 2008
United Nations
Conférence de presse de Nicolas Michel, 19 Sept 2007
Conférence de presse de Nicolas Michel, 27 Mars 2008
Département d'Etat américain
* 2009 Human Rights report
* 2008 Human Rights report
* 2007 Human Rights report
* 2006 Human Rights report
* 2005 Human Rights report
ICG - International Crisis Group
The Hariri Tribunal: Separate the Political and the Judicial, 19 July, 2007. [Fr]
HCSS - Hague Centre for strategic studies
Hariri, Homicide and the Hague
Human Rights Watch
* Hariri Tribunal can restore faith in law, 11 may 2006
* Letter to Secretary-General Kofi Annan, april 27, 2006
Amnesty International
* STL insufficient without wider action to combat impunity
* Liban : le Tribunal de tous les dangers, mai 2007
* Jeu de mecano
Courrier de l'ACAT - Wadih Al Asmar
Le Tribunal spécial pour le Liban : entre espoir et inquiétude
Georges Corm
La justice penale internationale pour le Liban : bienfait ou malediction?
Nadim Shedadi and Elizabeth Wilmshurt, Chatham House
The Special Tribunal for Lebanon : the UN on Trial?, July 2007
Issam Michael Saliba, Law Library of Congress
International Tribunals, National Crimes and the Hariri Assassination : a novel development in International Criminal Law, June 2007
Mona Yacoubian, Council on Foreign Relations
Linkages between Special UN Tribunal, Lebanon, and Syria, June 1, 2007
No comments:
Post a Comment