السيّد يتهرّب من مواجهة مرعي للمرة الخامسةويتمادى بمزاعم عدم استدعائه أمام القضاء
المستقبل - الاربعاء 12 تشرين الثاني 2008 - العدد 3134 - الصفحة الأولى - صفحة 1
للمرة الخامسة على التوالي امتنع اللواء جميل السيد الموقوف في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري عن المثول أمس أمام المحقق العدلي صقر صقر متهرباً من مقابلة أبرز موقوفي تنظيم «فتح الإسلام» الإرهابي أحمد مرعي ومواجهة الأخير بالمعلومات التي قال إنه يملكها عنه، وهي معلومات تبقى ملك التحقيق المحاط بالسرية التامة.وإذا كان تغيّب السيد في المرات الأربع الماضية بحجة المرض تارة واعتذار موكله تارة أخرى، وأخيراً رفضه الانتقال مع الدورية المكلفة سوقه وهو مكبّل اليدين والتهديد بإيذاء نفسه فإن غيابه أو تغيّبه أمس رغم حضور وكيله المحامي أكرم عازوري ووكيل جهة الادعاء الشخصي المحامي محمد مطر من دون أن تعرف أسبابه هذه المرة استدعى تأجيل الجلسة لموعد لاحق. وبدا أن جهتي الادعاء والدفاع، والمحقق العدلي وحدهم يعرفون سبب هذا التغيّب، لكنهم جميعاً كانوا متفقين على عدم إعلان هذا السبب أو الأسباب، في انتظار ما سيحمله الموعد الجديد والذي قد لا يختلف عن المواعيد الخمسة السابقة.غير أن إصرار السيد على عدم المثول أمام القاضي صقر كرفض متعمد لمواجهته أحمد مرعي يرسم الكثير من علامات الاستفهام عمّا إذا كان اللواء المشتبه به والمدعى عليه كمتورط في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد ورفاقه يخشى مفاجأة ما، أو قنبلة قد يفجرها مرعي في وجهه، من دون أن يمتلك وسائل الدفاع عن نفسه.فهل أن السيد على علمٍ بما لدى موقوف «فتح الإسلام» من معلومات ضده، ولذلك هو مصمم على تفادي أحراج نفسه؟ علماً أنه في بياناته التي تصدر عن مكتبه «الإعلامي» وبشكل شبه يومي، لا ينفك يتحدى فيها المحقق العدلي والنائب العام التمييزي ولجنة التحقيق الدولية، وحتى جهة الادعاء الشخصي بتقديم دليل واحد على علاقته ورفاقه الضباط بالجريمة، ومواجهته بأي شاهدٍ يقدم الاثبات على تورطه فيها.المفارقة أن جميل السيد الذي يضرب بتصرفاته كل الإجراءات القضائية، والقوانين والأصول التي ترعى التحقيقات عرض الحائط ويتمرّد على القضاء بشكلٍ غير مسبوق، عاد الى نغمة البيانات التضليلية والهجومات المضادة على الإجراءات القضائية التي تبحث عن مزيد من الأدلة على المتورطين في جريمة العصر أولاً، وعلى وسائل الإعلام التي سلّطت الضوء على تمرده ثانياً. وحاولت أن تطلع الرأي العام اللبناني على حقيقة السيّد الذي بنى مجده على المزاعم وفبركة الروايات منذ أن تسلّق سلّم السلطة مستقوياً بنفوذ الذين «سيّدوه» على اللبنانيين وصولاً الى سجنه الذهبي في رومية.
No comments:
Post a Comment