September 1, 2009 - Albalad - Who stil remebers Mehlis first report?

البلد
الاثنين 1 أيلول 2009 العدد – 1985
أخبار البلد


من يتذكّر تقرير ميليس الأول؟

بيار عقيقي
pierreakiki@albaladonline.com
30 آب 2005 قام الفريق الأمني الخاضع لسلطة المحقق الدولي ديتليف ميليس بالقاﺀ القبض على 4 ضباط كبار في الجيش وقوى الأمن الداخلي في قضية اغتيال رئيس الحكومة رفيق الحريري. 30 آب 2009 وبعد 4 أعوام كان الضباط قد خرجوا، وتُركت مهمة "فشة الخلق" الى اللواﺀ جميل السيد... ويبدو أنه يجيد مهمته على أكمل وجه.
يوم خرج الجنرالات الأربعة ظنّ الكثيرون بأنهم سيحاكمون "من أساﺀ اليهم"، الأمر الذي لم يحصل، فهُم دخلوا "بقرار قضائي" صُنّف من قبل البعض بأنه "مسيّس"، وخرجوا بقرار "قضائي" لم يصنّف حتى الآن، أقلّه، بأنه "مسيّس". ما أعــاد الــى الأذهــان قضية رئيس الهيئة التنفيذية فــي القوات اللبنانية سمير جعجع الذي قال في احدى محاكماته "دخلت بقرار سياسي وأخــرج بقرار سياسي".
جعجع لــم يطلب لا محاكمة ولا اعــادة محاكمة "ولا من يحزنون".
ما المغزى؟ تتشابه قضية السيد ورفاقه بقضية جعجع من ناحية عدم اقدامهم على اجراﺀ مراجعات قضائية، بل "فشوا خلقهم" لا أكثر. لكن أن تدخل سورية وعلى لسان وزير خارجيتها وليد المعلم عــلــى الــخــط، وتعتبر بـــأن "بعد تصريحات اللواﺀ جميل السيد، أصبح واضحا أن التحقيقات التي جـــرت فــي عــهــد ميليس كانت موجهة ومبرمجة لاتهام سورية".
عامل أول وإن لم يكن البادئ، يُضاف الى سلسلة عوامل تطبع الــســاحــة السياسية اللبنانية في الآونــة الأخيرة بطابع يقارب "التحذير مــن فتنة" لمّح اليها النائب وليد جنبلاط سابقا، ومنها التأخر في تشكيل الحكومة، اذ يظهر جليا أن تأليفها لا ينتظر قرار توزير جبران باسيل أو عدمه، بــل يحمل همّا آخــر يتجلى في التفجيرات التي ترعب العراق، وفــي محاولة اغتيال أحــد أبناﺀ الأمـــيـــر نــايــف بـــن عــبــد الــعــزيــز في السعودية. وهــي هموم قد تنعكس في صورة أو أخرى على الوضع الداخلي، بعد صدور تقرير المحكمة الدولية منتصف أيلول.
الــكــلام الــســوري لــيــس ســوى اشــــارة يُــــراد منها الكثير من دمـــشـــق، وهـــي أرادت اســمــاع صوتها لممثل الاتحاد الأوروبي خــافــيــيــر ســــولانــــا، مــــن حــيــث "تسييس المحكمة" مع اتهامها بقضية الحريري ولم يصدر قرار ظــنّــي حــتــى، لا بــل ان شــهــادة المتهم، محمد زهير الصدّيق، الذي بُني الملف عليه بالكامل، لــم تــؤخــذ فــي الاعــتــبــار مــن قبل المحكمة الدولية. أما ولماذا أطلق السيد مواقف متشددة أصاب فيها معظم الطبقة العليا من السياسيين والقضاة وغيرهم؟
فذلك لأنه إما يتابع الافصاح عن مكنونات كبتها طيلة السنوات الأربع، وإما أن شيئا ما بدأ يلوح في الأفق قد يؤثر سلبا على المسار اللبناني برمّته، بدل اقتصاره على شظايا طفيفة يُمكن معالجتها.
والـــعـــارف بــلــبــنــان يــــدرك أن المرحلة الآن، بدأت تشبه مرحلة ما قبل صدور تقرير 15 تشرين الأول، 2005 يوم وضع اللبنانيون أيديهم على قلوبهم، معطوفة على كــلام "كبير" لوزير الدفاع الياس المر الــذي سبق التقرير ا لشهير، بحد يث مثير كشف فيه عن اصطدامه برئيس جهاز الاستطلاع والأمــن السورية في لبنان العميد رستم غزالي "أبو عبدو". يوم رأى فيه البعض أن "لا مدارس في لبنان"، وأن البلاد قــادمــة على تــدهــور هــائــل في ظروفها، ولكن سرعان ما مرّ كل شــيﺀ بــســلام، ووحــدهــا سورية انتصرت وقتها عبر "التقاطها أنفاسها". هــذه المرحلة اليوم تتكرر، السيد يلبس عباﺀ ة المرّ، والــنــاس يتخوفون من التقرير المنتظر رغــم كــل التطمينات، وسورية لم تعد في مرحلة التقاط الأنفاس، بل في قمة الاستراحة الاقليمية والدولية. 30 آب 2009 كان جميل السيد موجودا، وكانت شـــرارة معركة "عـــدم تسييس المحكمة.".
. موجودة أيضا.