August 13,2010 - aliwaa STL ,the international investigation.doc

الجمعة, آب 13 2010 - العدد 12955


اللواء السياسي

حزب الله محرج في حالتي الرفض والتجاوب فأيهما اقل ثمنا
قرائن نصر الله أدخلته التحقيق الدولي فهل يتفاعل مع بلمار؟
كتب المحلل السياسي
شكّل طلب المدعي العام الدولي القاضي دانيال بلمار من السلطات اللبنانية ملفا كاملا عما ادلى به الامين العام لـ <حزب الله> السيد حسن نصر الله الاثنين الفائت مفاجأة، غير متوقعة، للحزب وحلفائه•
المفاجأة سارة، وهو ما لم يخفه كثر من حلفاء الحزب، في حال اضطر بلمار بحكم القرائن الجديدة التي قدمها نصر الله الى اعادة فتح ملف التحقيق والتدقيق في ما قد يصله من النيابة العامة التمييزية، مع ما يتطلبه ذلك من جهد ووقت وامكانات وموارد اضافية، ما يعني حكما اضطراره الى ارجاء اصدار القرار الاتهامي في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري•
لكن هذه المفاجأة السارة لم تكن كذلك للحزب الذي لا يزال يتعامل مع مجمل ملف المحكمة الدولية بتشكيك معلن• فلا قرار الافراج عن الضباط الاربعة اقنعه في آذار 2009، ولا رغبة بلمار في التدقيق في قرائن امينه العام سيبدّل رأيه القاطع في <اسرائيلية> هذه المحكمة وتوظيفاتها الاميركية•
في التقويم السياسي الاولي لمقربين من قوى الثامن من آذار، ان قرار المدعي العام للمحكمة الدولية طلب القرائن التي عرضها نصرالله، هو بمثابة اقرار ضمني بأنها جديرة بتحليلها والتمحيص بها وأخذها في أي اعتبار تحقيقي، لتخضع تاليا الى تقويم في لجنة التحقيق الدولية التي هي صاحبة الاختصاص في تقدير أهمية هذه القرائن• واستطرادا افلح نصرالله في الولوج الى التحقيق الدولي وفرض <اتهام اسرائيل> كأحد الخطوط التي جرى اهمالها سابقا، ولم تظهر في أي من التقارير الدولية التي كانت تصدر عن الرؤساء الثلاثة للجنة التحقيق•
وفي التقويم نفسه ايضا، ان اولى ثمار القرائن التي ادلى بها الامين العام لـ <حزب الله> والتي تؤشر الى تورط اسرائيلي في اغتيال الحريري، تمثّلت في بيان بلمار• ذلك ان هذه القرائن فتحت فعلا مسارا جديدا في التحقيق، وهي قد تقلب الكثير من المعطيات، وقد تعني ايضا ارجاء اصدار القرار الاتهامي• وبذلك يتحقق مخرج من المخارج المتداول فيها والتي تجري عواصم عدة اتصالات مكثفة للوصول الى احدها• اما بهذا المخرج، في حال صحت التوقعات في شأنه، فسيعيد ترتيب الاولويات الاقليمية، لا بل سيعيد خلط الاوراق لبنانيا، وسيبدّل في <حتمية> الكثير من الترتيبات والصفقات التي يجري الاعداد لها للمس بالاستقرار الراهن الذي ارساها اتفاق الدوحة في ايار 2008، والذي ظللته القمة السورية ? السعودية التي عقدت اخيرا في دمشق•
لكن في هذا الفريق نفسه من يعتقد ان طلب بيلمار ينطوي على اشارات مريحة، لكنه يخفي اشارات مقلقة قد تكون من مراميها حشر <حزب الله>• فالمدعي العام الدولي دعا نصر الله الى تسهيل عملية التحقيق والتعاون معه، وهي اشارة بالغة الدلالة قد يفسّرها كثر على انها تعني ان الحزب لم يكن يتعاون كفاية مع التحقيق على رغم انه سمح بإستجواب عدد من عناصره، من بينهم قياديون على مستوى رفيع ويضطلعون بمهام رئيسة في هرمية القيادة الحزبية•
ويعتبر المتحفظون ان بلمار يسعى، كما فعل يوم اطلق الضباط الاربعة، الى اضفاء صدقية على المحكمة الدولية وعملها، بعدما اصابها من تهشّم نتيجة الاخطاء التي اظهرها المسار العام على امتداد الاعوام الخمسة الفائتة•
يعتقد متابعون لعمل المحكمة ان بلمار رد الكرة الى ملعب <حزب الله>، بعدما نجح نصر الله مرحليا في كسب نقطة القرائن• ذلك ان الامر كله اضحى متوقف على اداء الحزب ومدى تجاوبه مع طلب المدعي العام•
تطرح تحفظات الحزب على اداء المحكمة ولجانها وبلمار بأوجهه الثلاثة التي تحدث عنها امينه العام في خطاب الافراج عن الضباط الاربعة، اسئلة كثيرة عن مدى استعداد الحزب التعاون مع الادعاء الدولي• فهو في سياق حملته على المحكمة، اتخذ مواقف مبدئية منها من الصعب التراجع عنها امام جمهورها كما امام حلفائه• هو لا يثق بالمحكمة لأنها <اسرائيلية ومسيسة>، وغير مستعد للتعاون معها بما في ذلك تقديم مستندات اليها، لكنه مستعد لتسليم ما في حوزته من قرائن ومعطيات الى لجنة تحقيق لبنانية سياسية أو قضائية• فهل يثق الحزب بالنيابة العامة التمييزية التي تمثل <السلطات اللبنانية> التي كاتبها بلمار اول من امس؟
والحال هذه، يبدو الاحراج يطبق على الحزب:
1-إن هو امتنع يكون قد قطع الخيط الذي اوجدته القرائن والمضبطة الاتهامية،
2-وان هو استجاب يكون قد ناقض توصيفه للمحكمة وتراجع عن ادبياته، وهو امر ليس باليسير عند هذا الحزب وعند جمهوره•
مع ذلك، تبدو الواسطة اللبنانية الى لاهاي، أي النيابة العامة التمييزية، المخرج الافضل، وإن كان لا بد من احراج في الامكان تبريره لاحقا امام الجمهور وامام الحلفاء• ذلك ان الغاية تبرر الوسيلة، وليس من غاية افضل لإرجاء ما يراه الحزب محتوما الى حين تبلور معطيات جديدة في السياسة الاقليمية• والحزب القارئ الجيد لا بل المتميز في الاحوال والتبدلات، لا شك انه قادر على استكشاف وربما صناعة حدث ما من النوع الذي يقال عنه قالب للاولويات• والشواهد كثيرة في 30 عاما من العمل السياسي والامني والجهادي•