محليات لبنان
جنبلاط: اما ان تستوعب الدولة حزب الله بالحوار او العكس واذا تعرضت المحكمة الدولية لمساومة فهذا اخفاق للامم المتحدة
قال رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط انه إذا تعرضت المحكمة الدولية لمساومة فهذا يعني اخفاق للأمم المتحدة، ورأى إما أن تستوعب الدولة حالة حزب الله من خلال الحوار أو العكس، مشددا على ضرورة الوصول الى تحديد وترسيم الحدود لمزارع شبعا. فقد القى النائب جنبلاط كلمة في مؤتمر الاشتراكية الدولية الذي انعقد في اليونان جاء فيها: كوننا نتحدث عن السلام والديمقراطية، آخذين بعين الاعتبار الظروف المختلفة في هذا العالم من الفوضى، حيث السلام والديمقراطية على المحك، كوني آتيا من الشرق الأوسط، من الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط، من لبنان، سأتحدث عن بعض الأمور، أمور أساسية، في حال تحققت، أو أنجزت، قد تقودنا الى مناخ آمن، قد تفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الشعوب، بين الدول، من هذه المنطقة، التي حتى هذه اللحظة هي محكومة بالعنف وعدم الاستقرار، والحروب، والحروب الأهلية، والاغتيالات السياسية، كي لا نسترسل أكثر. 1- العلاقات اللبنانية-السورية: هذه العلاقات لا يمكن أن تؤدي الى شروط التطبيع، بدون موافقة النظام السوري أو اعتراف النظام السوري بشكل قاطع بالكيان والاستقلال اللبناني، وهذا عبر إقامة علاقات دبلوماسية وعدم التدخل بالشأن الداخلي اللبناني. ومن جهة أخرى يفترض أيضا الوصول الى تحديد وترسيم الحدود لمزارع شبعا، كي تصبح هذه الأرض تحت السيادة اللبنانية، وتخرج بالتالي من الاحتلال الاسرائيلي، ومن الوصاية السورية، بعيدا عن التجاذب والمتاجرة الاسرائيلية والسورية المشتركة على حساب السيادة اللبنانية والاستقلال والاستقرار. 2- المحكمة-المحكمة الدولية: إن هذه المحكمة التي أقرت تحت الفصل السابع في مجلس الأمن بالتعاون مع الدولة اللبنانية يجب أن تكون الأداة، الوسيلة لمحاكمة قتلة رئيس الوزراء رفيق الحريري ورفاقه، ومحاكمة القتلة لخيرة السياسيين والصحافيين والكتاب، والنواب في المجلس النيابي اللبناني، وآمنين وقافلة من الأبرياء. هذه المحكمة هدفها الوصول الى العدالة، والى جانب أهمية العدالة يجب أن تكون مدخلا لوقف العنف السياسي والاغتيال السياسي. لهذا، فإذا كانت هذه المحكمة لتتعرض لمساومة سياسية، من قبل بعض الدول الاقليمية وغير الاقليمية، فهذا يعني الاخفاق المطلق للأمم المتحدة، للمجتمع الدولي في درء الاغتيال السياسي، بعد أن فشل في منع المذابح الجماعية، بالتالي هذا يعني ان وحدة منطق القوة وفقط القوة سيحكم العلاقات الدولية، دون أي رادع أو حسيب. حلان لا ثالث لهما 3- بالعودة الى لبنان، ما حدث قبل اتفاق الدوحة، ولن أطيل، فهناك حلان لا ثالث لهما: إما أن تستوعب الدولة اللبنانية حالة حزب الله، من خلال الحوار طبعا، وتدريجيا، أو العكس وهذا يعني نهاية هذا النموذج التعددي الوحيد في منطقة الشرق الأوسط. 4- في الصراع العربي-الاسرائيلي، أو المسألة الفلسطينية، المأساة الفلسطينية ان خارطة الطريق الشهيرة ماتت منذ أربعة أو خمسة أعوام، أما انابوليس فهي مزحة. وإن كل الجهود التي حاولت إحياءها إحياء خارطة الطريق باءت بالفشل. كيف يمكن لدولة فلسطينية قابلة للحياة أن ترى النور، عندما تستمر عملية مصادرة الأراضي وإقامة المستعمرات، وبناء الحائط، وإقفال مناطق بأكملها بحجة الأمن وطبعا الاغتيال المدروس الى جانب الاعتقال. كيف يمكن لهذه الدولة أن ترى الحياة عندما قرر البعض من أفراد ودول، الاسرائيليون والغرب، قرروا في مرحلة معينة مقاطعة التنظيم السياسي حماس، الذي انتخب ديمقراطيا، قبل ما يسمى بالانقلاب، ومحاصرة هذا التنظيم ومعاقبته، ومعاقبة جماعية معه للشعب الفلسطيني ثم وبعد الاقتناع بأن هذه السياسة وصلت الى أفق مسدود، وبعد فشلها وعدم جدواها، فإن نفس هذه القوى أو الأفراد أو الدول قررت اعتماد الهدنة، أو التهدئة، نوع من التسوية غير المباشرة، مقرين بذلك بأن كل الجهود والأعمال العسكرية أو السياسية للعزل أدت الى الفشل. ألم يكن من الأفضل، من الأساس الاعتراف بنتائج الانتخابات والشروع في تسوية مع حلف أو تركيبة سياسية فيها حماس وفتح والغير، بدل كل هذا البحر من الدم والعذاب بين الأخوة، وبين الشعبين? وفي نفس السياق، أو حول نفس الموضوع-فلسطين، فإنه من المحبذ تنبيه الفرقاء والدول، بأن أية محاولة لعزل الموضوع الفلسطيني أو حصره في غزة لن ينجح، إلا في ضرب الاستقرار في مصر والاردن ولبنان. ان المسألة الفلسطينية يجب أن تعالح ككل، من الضفة، الى القطاع الى القدس، الى حق العودة المقدس، بذلك نحترم القرارات الدولية إذا كان لهذا المصطلح معنى في هذا العصر، وإلا فإن الأمم المتحدة قد تنتهي كعصبة الأمم، وتسود الفوضى العلاقات الدولية. 5- قلت أنني آت من الضفة الأخرى للبحر الأبيض المتوسط من مسافة قريبة، لكن من عالم معين الى عالم آخر. كيف يمكن لمسار برشلونة، أو لهذا الاختراع الجديد الاتحاد المتوسطي أن يرى النور، عندها من جهة أخرى تكون قلعة اوروبا، قلعة الديمقراطية والحرية، والانتخابات الحرة، وحكم القانون، الى جانب قلاع الظلم والديكتاتورية، والتخلف، والتمييز العنصري-فلسطين، والأحكام الالهية، سوى لبنان أو قسم من لبنان، حتى هذه اللحظة على قيد الحياة، لن يوار في القبر بعد? هناك شيء خاطىء يجب معالجته لأن هذا الأمر سيقودنا الى مزيد من العزلة، أو الانعزال، وفقدان الاتصال بين الشعوب والثقافات، سوى الحكام طبعا والشركات فلا مشكل لديهم. وهذا الأمر سيقودنا الى الفشل الذريع في إرساء القيم المشتركة التي نؤمن بها في مجالات السلم، والعدالة، والديمقراطية واحترام الانسان. أخيرا، إنني أثمن عاليا جهود التضامن للاشتراكية الدولية لرئيسها والأمين العام وغالب أعضائها مع لبنان في أيامنا الصعبة، عندما أتوا الى بيروت لكن يبدو أننا سنواجه أياما أصعب، آملا أن يكون الحوار، وحده الحوار السلمي المدخل لحل المشاكل بين مختلف الأفرقاء في لبنان.
No comments:
Post a Comment