March 17, 2009 - Almustaqbal - Sarkozy about the STL

ساركوزي رحب أمام الوفد بانطلاق المحكمة الدولية

سليمان من الاليزيه: فرنسا لا تقبل تسويات على حساب لبنان
المستقبل - الثلاثاء 17 آذار 2009 - العدد 3249 - شؤون لبنانية - صفحة 4

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان "أن لبنان لا يسمح بحصول تسويات على حسابه كما ان فرنسا والرئيس نيكولا ساركوزي لا يسمحان أيضا بذلك". وشدد على "أن زيارة الدولة تعبر عن قيمة لبنان بالنسبة الى فرنسا والدعم الفرنسي للرئيس اللبناني والحكومة وبالاخص في ما يتعلق باستقلال لبنان وسيادته".موضحا "ان المواضيع بين لبنان واسرائيل محصورة بتنفيذ اسرائيل للقرارين 425و1701".
وكان الرئيس سليمان وصل واللبنانية الاولى السيدة وفاء سليمان الى مطار اورلي في العاصمة الفرنسية امس، في بداية زيارة دولة رافقه فيها وفد رسمي ضم وزراء: الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ الداخلية زياد بارود والاقتصاد والتجارة محمد الصفدي اضافة الى وفد اداري واعلامي.
وفور وصول الرئيس سليمان اقيمت له مراسم التشريفات الرسمية وعزفت الموسيقى النشيدين اللبناني والفرنسي ثم استعرض مجموعة من مختلف وحدات الجيش الفرنسي البرية والبحرية والجوية وصافح الرئيس سليمان كبار مستقبليه الفرنسيين ليدخل بعدها الى صالون الشرف لاستراحة قصير صعد بعدها والسيدة الاولى والوفد المرافق على متن طوافات مروحية وضعت في تصرفهم وجالوا فوق العاصمة الفرنسية. وبعدها حطت الطوافات على ساحة "انفاليد" وصعد الجميع في موكب رسمي يحيط به 28 دراجا و130 خيالا من حرس الجمهوية الفرنسية عبر الشارع الممتد من "انفاليد" الى مقر إقامة الرئيس سليمان والوفد في قصر "مارينيي" مرورا بتقاطع الشانزيليزيه.
ولدى وصول الموكب الى القصر فتحت الأبواب على وقع عزف الموسيقى ودخل الرئيس والسيدة الأولى والوفد الى داخل مقر الاقامة حيث ترأس رئيس الجمهورية على الفور اجتماع عمل تنسيقي وضعت خلاله اللمسات الأخيرة على برنامج العمل الذي خصص طوال فترة الزيارة.
وعند الخامسة بتوقيت فرنسا وصل الى مقر الاقامة الأمين العام للرئاسة الفرنسية كلود غيان لمرافقة الرئيس سليمان الى قصر الاليزيه المحطة الرسمية الأولى في مستهل زيارة الدولة الى فرنسا. وعند دخول القصر كان الرئيس ساركوزي في استقبال الرئيس سليمان وصعدا معا الدرج الى مدخل القصر الرئاسي وسط فرقة من حرس الجمهورية ليدخلا بعدها الى قاعة الاجتماعات حيث عقد اجتماع موسع بين الجانبين اللبناني والفرنسي.
في بداية الاجتماع رحب الرئيس ساركوزي بنظيره اللبناني مشددا على إصراره "أن يكون الرئيس سليمان أول رئيس عربي يقوم بزيارة دولة الى فرنسا في عهده". وأكد "دعم فرنسا الكامل للبنان واعتماد اللبنانيين على صداقتهم لها لضمان استقلاله". وإذ أشار الى "أن فرنسا صديقة لجميع اللبنانيين ولا تدعم أي طرف في لبنان دون سواه" فإنه جدد "وقوف بلاده بجانب من يعمل في سبيل مصلحة لبنان". وأبدى جهوزيته واستعداد بلاده لمساعدة لبنان في كل المجالات لا سيما منها السياسية والعسكرية والثقافية والاقتصادية".كما اعرب عن ارتياحه "للتقدم الحاصل في لبنان على المستوى الداخلي ولمسار العلاقات السورية - اللبنانية".
من جهته شكر الرئيس سليمان لنظيره الفرنسي الاستقبال الحار لافتا الى "ان دعم فرنسا للبنان مهم جدا في كل الظروف والاوقات" مشيرا الى "ان الوضع اللبناني هو راهنا على الطريق الصحيح". ووضع الرئيس اللبناني نظيره الفرنسي في صورة تطور العلاقات ايجابا بين لبنان وسوريا وما تم الاتفاق عليه بين البلدين لافتا الى انه "بعد الانتخابات النيابية المرتقبة قد يكون هناك تعجيل لبعض الخطوات في الداخل اللبناني وعلى مستوى هذه العلاقة".
ونوه سليمان ب"العلاقة القائمة بين الجيش اللبناني وقوات "اليونيفيل" التي تشكل فرنسا جزءا اساسيا مهما منها مما ساعد في اجتياز انعكاسات ازمة غزة كما استطاع لبنان من خلال الخطوات المنفذة في الداخل والثقة الدولية به اجتياز تداعيات الازمة المالية العالمية الاخيرة".داعيا الرئيس ساركوزي الى "الاخذ في الاعتبار مصالح لبنان عند انطلاق محادثات السلام بحيث لا تأتي اي تسوية على حسابه".
وفي نهاية اللقاء منح الرئيس الفرنسي الرئيس سليمان وسام الصليب الاكبر لجوقة الشرف ورد الرئيس سليمان بتقليد نظيره الفرنسي الوشاح الاكبر للاستحقاق اللبناني من الرتبة الاستثنائية.
وبعد انتهاء اللقاء تحدث الرئيس سليمان فقال: "المحور الاساسسي للقاء هو العلاقات اللبنانية - الفرنسية. وكما تعلمون فإن فرنسا وقفت دائما بجانب لبنان في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وهي تستمر في دعم لبنان واستقلاله وسيادته. كما تناولنا موضوع الشرق الاوسط والصراع الفلسطيني - الاسرائيلي خصوصا بعد حرب غزة هذه هي المواضيع الرئيسية التي تناولناها سوية".
وعن مدى تطابق وجهات النظر مع الرئيس الفرنسي قال: "طبعا وجهات النظر متطابقة دائما مع فرنسا وبخاصة مع الرئيس ساركوزي وقد سعى دائما الى الانفتاح على الشرق الاوسط وعلى لبنان بصورة خاصة ومساعدته".
وردا على سؤال قال: "ان الامور تسير بيننا وبين سوريا بشكل منتظم واؤكد لكم ان الرئيس ساركوزي مهتم بهذا الموضوع بشكل اساسي وكبير".موضحا "ان هذه الزيارة تعبر عن قيمة لبنان بالنسبة الى فرنسا والدعم الفرنسي للرئيس اللبناني والحكومة اللبنانية وبالاخص في ما يتعلق باستقلال لبنان وسيادته".
اضاف: "ان فرنسا والرئيس ساركوزي لطالما دعما القضية اللبنانية والاقتصاد والتطور الدائم في لبنان".
وعن الانتخابات النيابية قال: "تحدثنا بشكل عرضي عن هذا الموضوع وعن انتظارنا لهذه الانتخابات في غضون الاشهر الثلاثة المقبلة وهي ستجري طبعا بديموقراطية وبكل شفافية وهذا كل ما تم التطرق اليه في هذا الشأن".
سئل: يقول الرئيس ساركوزي إنه سيشجع لبنان على بدء مفاوضات مع اسرائيل بمجرد انتقال المفاوضات السورية - الاسرائيلية الى مرحلة التفاوض المباشر. هل بحثتم ذلك مع الرئيس الفرنسي? أجاب: "موقف لبنان واضح من المفاوضات مع إسرائيل. إن المواضيع بين لبنان واسرائيل هي رهن تنفيذ القرارات الدولية ولا سيما القرارين 425 و1701 ولا يوجد ملف خارج هذين الملفين وهذين القرارين بين لبنان واسرائيل".
سئل: هل حصلتم على تأكيد من الرئيس ساركوزي أن لا تسويات في المنطقة على حساب لبنان? أجاب: "حصلنا على التأكيد ونعلم مسبقا أن فرنسا لا تسمح بتسويات على حساب لبنان وعلى أي حال فإن لبنان لا يسمح بأن تتم تسويات على حسابه".
واقام الرئيس الفرنسي عشاء دولة على شرف الرئيس اللبناني والوفد المرافق حضره كبار المسؤولين الفرنسيين وعدد من الدبلوماسيين العرب والأجانب.
وكان الناطق باسم القصر الرئاسي "ان الرئيس ساركوزي حيّا الوضع المتحسن في لبنان منذ اتفاق الدوحة. ورحب بافتتاح المحكمة الدولية أعمالها مطلع هذا الشهر، ففرنسا تدعمها تماما لأنها ترفض اي افلات من العقاب ولكنها في الوقت نفسه ترفض تسييس المحكمة وتؤمن بأنه يجب ان تكمل عملها بشكل مستقل بعيدا عن التجاذبات السياسية".
واشار الى "سرور فرنسا للايجابية الحاصلة في مسار تطبيع العلاقات بين لبنان وسوريا لجهة التبادل الديبلوماسي والسفارات في العاصمتين"، لافتاً الى "ان ساركوزي تناول ايضا مع الرئيس سليمان موضوع السلام في الشرق الاوسط والوضع في غزة وكرر له رغبته في اطلاق مؤتمر دولي على اعلى مستوى والذي كان طالب به خلال قمة شرم الشيخ".
وحول دعم سيادة لبنان واستقلاله، شدد الناطق على "ان التعاون العسكري طرح بين الرئيسين لأن فرنسا تؤمن بأن سيادة لبنان تمر عبر دعم كيانه العسكري ليتمكن من السيطرة على كامل اراضيه".
وتكمن اهمية الزيارة في انها اول زيارة دولة يقوم بها رئيس دولة عربية الى فرنسا منذ انتخاب الرئيس ساركوزي في العام 2007. وهي ايضا الزيارة التاريخية الثالثة لرئيس لبناني الى فرنسا، وتأتي في وقت تتخبط فيه المنطقة بتغيرات وتقلبات عدة ليس اولها وضع الفلسطينيين بعد حرب غزة وليس آخرها التحديات التي يفرضها الملف النووي الايراني.
وجاء في بيان للخارجية الفرنسية "ان الزيارة تعتبر مناسبة للاحتفال بالصداقة الفرنسية ـ اللبنانية المتعددة الاوجه التي لم تضعف يوما وترجمت على الدوام بعلاقات عميقة وقوية على كل الصعد السياسية والاستراتيجية والاقتصادية والثقافية".