This blog of the Lebanese Center for Human Rights (CLDH) aims at granting the public opinion access to all information related to the Special Tribunal for Lebanon : daily press review in english, french and arabic ; UN documents, etc...

Ce blog du
Centre Libanais des droits humains (CLDH) a pour objectif de rendre accessible à l'opinion publique toute l'information relative au Tribunal Spécial pour le Liban : revue de presse quotidienne en anglais, francais et arabe ; documents onusiens ; rapports, etc...
.

PRESS REVIEW

Alhayat - Livre sur Mehlis

Alhayat - Book on Mehlis, 26 April 2008

«الاستسلام ليس خيارنا» ... يوميات سفير أميركا الصِدامي لدى الأمم المتحدة (1 من 6) ... جون بولتون: المنظمة الدولية متحف شمع ... بوش أرسلني لإصلاحها وسبحت ضد التيار
<> الحياة - 26/04/08//
يقدم جون بولتون سفير الولايات المتحدة السابق لدى منظمة الأمم المتحدة نفسه مدافعاً صلباً عما يراه مصلحة بلاده في مواجهة العالم أجمع ويقرن هذه المصلحة بمصالح إسرائيل فتكاد لا تعرف أين تبدأ المصالح الأميركية وأين تنتهي المصالح الإسرائيلية.
وفي كتابه الجديد «الاستسلام ليس خيارنا» الذي نقله الى العربية عمر الأيوبي وتنشره في أول الشهر المقبل دار الكتاب العربي في بـــيروت، يروي بولتون يومــيات عمـــله في أروقـــة المـــنظمة الدولية ومجلس الأمن طوال 16 شهراً، كــان علــيه أثــناءها أن ينــقل موقــف إدارة الرئيس جورج بوش من أزمات كبرى أبرزها الملف النووي الإيراني والقضية الفلسطينية، خصوصاً بعد فوز حركة «حماس» في الانتخابات الفلسطينية و«حرب تموز» الإسرائيلية ضد لبنان، وكذلك مواكبة الموقف في لبنان وسير عمل لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري والجرائم التي أعقبتها...
ولم يخف بولتون في كتابه استخفافه بالمنظمة الدولية وبيروقراطييها، فهي أصبحت «مكاناً يردد صدى الانتقادات المضادة للغرب، ولأميركا على وجه الخصوص، واستخدمتها الكتلة السوفياتية وملحقاتها بفعالية كبيرة».
وكان بولتون يفضل بالتالي «التعبير الديموقراطي عن الرأي في المجتمعات الحرة مثل مجتمعنا بدلاً من المفاوضات الدولية الغامضة» التي يجريها ذوو المبادئ الأخلاقية العليا، لكنني كنت أسبح ضد التيار».
لم يبق مسؤول في الأمم المتحدة إلا وتعرض لنقد بولتون اللاذع، من الأمين العام السابق كوفي أنان وصولاً الى «الزملاء» وممثلي الدول الكبرى «الحليفة» على الأخص، فنائب السفير البريطاني آدم طومسون «سميناه هاري بوتر» ومستشارة الوزيرة كوندوليزا رايس شيرين طاهر - خيلي «اتفقت مع نيكولاس بيرنز ان أفضل ما نفعله معها هو وضعها في طائرة وإخراجها من نيويورك»، غير ان بولتون الصدامي كان يتمتع بالدعم في واشنطن، وقال الرئيس بوش لأنان في أحد اللقاءات: «لقد أرسلنا بولتون لإصلاح الأمور»، وطمأن إليوت ابرامز صاحب الشاربين الشهيرين منذ أيام جامعة ييل بأن «رايس وستيف هادلي يشعران بارتياح (له)... هناك الكثير منا هنا (في واشنطن) يحمون ظهرك».
وعمل بولتون منذ البداية على تسخيف «متحف الشمع» كما كانت إدارة بوش تسمي الجمعية العامة للأمم المتحدة، فقال ان هيئات المنظمة الدولية «لا عمل لها سوى استهلاك الأوكسجين والورق»...
إلا ان الوقائع وتناقضات المصالح جعلت بولتون يرضخ من دون قناعة وفي روايته للأحداث التي عمل عليها يظهر كيف ان تحليلات واشنطن لم تكن مطابقة لرغباته، فكان ينفذ ما يطلب اليه حتى جاء موعد استقالة الرجل الذي قيل ان وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني رشحته خلفاً لجورج بوش! -->
في ما يأتي حلقة أولى من كتاب بولتون:
صباح الاثنين 1 آب (أغسطس)، وصلت أنا وغرتشن إلى البيت الأبيض بعد إعلان الرئيس في العطلة عن تعييني. وقبل وقت قصير من الوقت المحدّد في العاشرة، توجّهنا إلى المكتب البيضاوي فرحّب بنا كبير الموظفين أندي كارد بحرارة، ورافقنا عبر غرفة السكرتيرة إلى المكتب البيضاوي، حيث كانت رايس وهادلي وكراوتش مجتمعين مع الرئيس. شكرت بوش ثانية على وقوفه إلى جانبي في أثناء معركة التثبيت وعلى قرار التعيين في العطلة. ردّ كما لو أنّ لديه «معطيات» قائلاً: «سيكون لديك هدف كبير ساطع عند عودتك إلى نيويورك، أكبر حتى مما كان عليه. أعرف أنّك تعرف ما يجب عمله، لكن اعلم أنّ بعض البيروقراطيين الليبراليين الحاقدين سيبحثون عن فرصة لإحداث المتاعب». عبّرت عن تقديري للنصيحة وردّ بوش: «سيصوّبون عليك، لا شك في ذلك». ثم قال: «التسلسل القيادي يمرّ بالطبع مني إلى كوندي فإليك، لكن عليك البقاء على اتصال بنا هنا»، وكان ذلك مريحاً لأنّ بوش يدرك مصاعب إدارة وزارة الخارجية. أطلعني على البطاقات التي دوّن عليها ملاحظاته، وسأل إذا كنت قد أعددت شيئاً. أخرجت نصف صفحة أو نحو ذلك من الملاحظات التي كتبتها وأريتها له. فسأل، والسرور بادٍ عليه لقصرها: «هل هذا كل شيء»؟ سأل هادلي عن جنيفر سارة، وكانت ابنته زميلة لها في مدرسة هولتون آرمز. أوضحت أنّها مرشدة في مخيّم إنترلوتشن آرتس في متشيغن حيث أمضت الكثير من المخيّمات الصيفية، وتستعدّ لبدء سنتها الثانية في يال، التي درس فيها بوش أيضاً وتخرّج قبلي بسنتين(...).
عندما وصلت إلى مكتبي الجديد، الذي كان ولا يزال غير متميّز، بحثنا ما يجب عمله في الأيام القليلة التالية، بما في ذلك زيارات المجاملة للممثّلين الدائمين الآخرين، وهي عنصر مهم في البداية. من الشكليات أن يقوم «رئيس البعثة» الجديد بإرسال برقية تقرير معتادة إلى وزارة الخارجية باستخدام اللغة التقليدية: «وصل السفير بولتون إلى موقعه يوم الاثنين 1 آب 2005، في الساعة الثانية بعد الظهر، وتولّى مهامه». مضى اجتماع العاملين في البعثة في شكل جيد، وكذا الجولة اللاحقة على كل المكاتب. كنت أعتقد أنّ هذا النوع من التعريف الشخصي مهمّ جداً، نظراً للدعاية السلبية التي رافقت معركة التثبيت. ففي وسع البعثة الأميركية في الأمم المتحدة أن تتحقّق على الأقل من أنّه ليس لدي قرنان وذيل. وقد أكدت في هذا الاجتماع والاجتماعات اللاحقة أنّ علينا ألا نتوخّى الحذر في تقاريرنا إلى واشنطن عما تقوم به الأمم المتحدة. فنحن لسنا هنا للدفاع عن الأمم المتحدة. هذا النوع من الدفاع متوطّن في البعثة الأميركية في الأمم المتحدة، وهو نوع متعدّد الأطراف من «المحسوبية» المستشرية في المكاتب الإقليمية لوزارة الخارجية. كنت أريد القضاء على المحسوبية، في أثناء شغلي المنصب على الأقل(...).
في اليوم التالي، اهتممت بأكثر المشاكل إلحاحاً، «قمة العالم» التي تقترب بسرعة لتعقد في أواسط أيلول (سبتمبر)، لا سيما ما سمي بابتذال «وثيقة النتائج» التي تخضع للمفاوضات منذ أشهر عدة. كانت القمة ترمي إلى الاحتفال بالذكرى الخامسة لقمة الألفية عام 2000، إضافة إلى الذكرى الستين للأمم المتحدة، وهي جزء من سلسلة من العروض التي تواصلت طوال التسعينات، بدءاً بقمة ريو دو جنيرو للبيئة عام 1992، ومؤتمر القاهرة للسكان والتنمية عام 1994، والقمة الاجتماعية في كوبنهاغن عام 1995، وقمة المرأة عام 1995 في بكين، وقمة الألفية عام 2000، وغيرها. طالما اعتقدت أنّ هذه التجمّعات، والإعلانات التي اعتمدتها، شديدة الضرر، لأنّ قراراتها، على رغم أنّها لا تلاحظ كثيراً في الولايات المتحدة، كانت جزءاً من عملية «التقعيد» التي يعتقد الكثيرون أنّها من الأدوار الحاسمة للأمم المتحدة. فالبيانات العريضة التي تمخّضت عنها تلك القمم صيغت بلغة غامضة وعامّة، وغالباً ما امتلأت بعبارات طنّانة استُخدمت في الغالب ضدّ الولايات المتحدة لاحقاً. كنت أفضّل التعبير الديموقراطي عن الرأي في المجتمعات الحرة مثل مجتمعنا، بدلاً من المفاوضات الدولية الغامضة التي يجريها ذوو المبادئ الأخلاقية العليا، لكنّني كنت أسبح ضدّ التيار في دوائر الأمم المتحدة(...).
من الشكليات المهمة الأخرى تقديم أوراق اعتمادي إلى الأمين العام كوفي أنان، وهو ما فعلته في اليوم التالي لقدومي إلى نيويورك. وكان أنان أجرى للتوّ جراحة في الكتف، وكانت ذراعه مربوطة، وبدا فاقد الحيوية، ربما بسبب الدواء. قبل التقاط الصورة التذكارية، تبادلنا القصص عن الصحراء الغربية، وهي مشكلة لا تزال بلا حل حتى بعد مرور خمس عشرة سنة على وجود قوّة الأمم المتحدة للسلام هناك. نصحني أنان بتجاهل كل ما حدث في أثناء عملية التثبيت، إذ لن يهتم أحد في نيويورك بذلك على أي حال، وهو ما تبيّن أنّه صحيح. وبصرف النظر عن أي شيء آخر يظنّه الممثّلون الدائمون الآخرون، فإنّهم كانوا يريدون شخصاً يستطيع التحدّث بحزم عن الولايات المتحدة، وقد حصلوا عليه الآن(...).
بيّنت سلسلة اجتماعاتي التمهيدية اللانهائية على ما يبدو مقدار سعادة الأوروبيين بالطريقة التي تسير عليها الأمور، ومقدار استياء بلدان العالم الثالث التي يشار إليها أحياناً باسم «مجموعة السبعة والسبعين»، على رغم وجود 130 بلداً فيها (لأنّ الأمم المتحدة هي من يقوم بالعدّ)، وهذه المجموعة نفسها تعرف أيضاً باسم «حركة عدم الانحياز» الذي استخدم في أثناء الحرب الباردة وأصبح الآن من المفارقات التاريخية. لن نقبل بطبيعة الحال أي سياسات جوهرية تريدها بلدان مثل باكستان والهند ومصر وجنوب إفريقيا، لكنّ الكثير من آراء الاتحاد الأوروبي لم تكن مستساغة جداً أيضاً. وعلى رغم أنّ البعثة الأميركية إلى الأمم المتحدة تعمل جادّة منذ أشهر لكي تنعكس مواقفنا في وثيقة النتائج، فإنّها لم تنجح، وقد كافحت لكي أدرك السبب.
في أيامي الأولى في نيويورك، كانت الحكومات الأعضاء تنتظر ظهور المسوّدة الثالثة لوثيقة النتائج من مكتب جين بنغ، وزير خارجية الغابون، رئيس الجمعية العامة الحالية. وكانت مسؤولية بنغ التعيسة تقديم المشروع النهائي لوثيقة النتائج لكي تقرّه قمة أيلول، إذ لم يكن أحد يتوقّع أن يتفاوض رؤساء الدول والحكومات الذين يحضرون القمة على النص أو حتى أن يقرأوه. كان هذا الطقس النفاقي من المشاكل الحقيقية لوثيقة النتائج (وإعلانات القمم السابقة أيضاً)، التي كانت مسوّدتها الثالثة تبلغ نحو أربعين صفحة أحادية التباعد بين السطور. كان ذلك منتج البيروقراطيين لا القادة، ومع ذلك عندما يتمّ إقراره فإنّ العديدين سيتعاملون مع نصه على أنّه مقدّس، وذلك ما يثير قلقي...
عندما رجعت إلى واشنطن في 5 آب، التقيت بنيكولاس بيرنز، الديبلوماسي الذي حل محل مارك غروسمان كوكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية، ومساعدة وكيل مكتب المعلومات كريستن سيلفربيرغ. كنت أعرف بيرنز قليلاً من عدد من اللقاءات السابقة وأشعر بالقلق من أولوياته السياسية. وكان هناك خبر شائع أنّ ديك هولبروك في مؤتمر ويركوند في ميونيخ عام 2004، قدّم بيرنز، بعد احتسائه أكواباً عدة من المشروب المحلي، بأنّه سيكون وكيل الوزارة للشؤون الخارجية عندما يصبح هو وزيراً للخارجية. وقد حدث أمر مضحك لهولبروك، لكن بيرنز بقي على الموعد كما توقّع هولبروك. والتقيت بسيلفربيرغ أول مرة في أثناء إعادة عدّ الأصوات في مقاطعة بالم بيتش في تشرين الثاني (نوفمبر) 2000، وقد عملت في البيت الأبيض في فترة بوش الأولى كمستشارة في السياسة الداخلية.
عندما شرحت ما حصل معي في نيويورك، تبيّن أنّ لدينا مشكلة في شخص شيرين طاهر ـ خيلي، مستشارة رايس لشؤون الأمم المتحدة. كانت طاهر - خيلي التي عيّنت قبل قدومي أنا أو سيلفربيرغ، وهي مواطنة متجنّسة باكستانية الأصل، تتولّى المفاوضات الخاصة بالإصلاح. وقد دعمت كل اقتراحات أنان، لكن لم يكن لديها أي اقتراح، وترك أسلوبها في العمل، البعثة الأميركية إلى الأمم المتحدة حائرة جزعاً. غير أنّه بغياب الممثّل الأميركي الدائم، لم يحاول أحد رفع التحدي في وجه شخص قريب شخصياً من رايس، ونتيجة لذلك أطلقت يدها في العمل. كانت طاهر - خيلي تعتقد، وطمأنت بيرنز بانتظام، بأنّ بنغ سينفّذ ما نريد وأنّه لن تكون لدينا مشاكل مع المسوّدة النهائية لوثيقة النتائج. اتفقت أنا وبيرنز على أنّ أفضل ما نفعله هو وضع طاهر - خيلي في طائرة وإخراجها من نيويورك. وحاولت أيضاً أن أشرح لبيرنز أنّ المشاكل الحقيقية «لإصلاح الأمم المتحدة» التي تحفز الجمهوريين المحافظين لا علاقة لها بما نناقشه في نيويورك، لكن كان في وسعي إدراك أنّ الرسالة لم تصله. وحاولت أيضاً أن أصف الخلل في العملية الإجمالية في نيويورك، ولماذا تسير وثيقة النتائج في الاتجاه الخاطئ، وهو ما فهمته سيلفربيرغ على الأقل. وكانت قد قالت سابقاً: «كوفي يعتقد أنّه سيعطينا بعض الأشياء التي نريدها مقابل الكثير من الأشياء التي لا نريدها». وذلك بالضبط ما أنوي منع حدوثه(...).
في الأيام التي تلت وصولي إلى نيويورك، اتصلت بعشرات الشيوخ الذين كانوا ضالعين في معركة التثبيت، بدءاً من رئيس لجنة العلاقات الخارجية لوغار، لأشكرهم على دعمهم وأطلب البقاء على اتصال. وتحدّثت أيضاً إلى جون ماكين فقال: «نصيحتي إليك أن تكون حازماً. فـ90 في المئة من الأميركيين يعتقدون أنّ ذلك المكان بحاجة إلى إصلاح جذري، وأنت رجل تلك المهمة». وقال مل مارتينيز على نحو مماثل: «لا تتغيّر. لا تنسَ لماذا أرسلك الرئيس إلى هناك». وقال جو ليبرمان إنّه لو جرى التصويت على تسميتي بالقبول أو الرفض لصوّت لمصلحتي إذ «لدينا آراء متشابهة في قضايا السياسة الخارجية الرئيسة». وقال لنكولن تشافي: «إنّني شاكر لك لأنّك اتصلت بي»، وقال جون ورنر إنّ علي «متابعة الموضوع بحماسة تامة». وكان هناك المزيد من الملاحظات المماثلة. ومن المكالمات المهمة تلك التي أجريتها الاتصال بجورج فوينوفتش في 18 آب، رداً على كتاب أرسله إلي عن المبادئ المسيحية للإدارة. شكرته على الكتاب والرسالة اللطيفة التي أرفقها به، وتحدّثنا عن الأمم المتحدة وإدارة البعثة الأميركية إلى الأمم المتحدة وقضايا شخصية. واختتم بالقول: «إنّني أقدّر حقاً اتصالك، ودعنا نبقى على اتصال»، فطمأنته إلى أنّني سأفعل .
فيما كانت تجري كل هذه الأمور، أصدرت لجنة فولكر التي عيّنها أنان للتحقيق في فضيحة النفط العراقي مقابل الغذاء تقريرها الثالث في 8 آب. وقد أنتج تحقيق فولكر، على رغم أنّه محدود، تحليلاً دامغاً، كما كانت التحريات الجنائية التي تجريها وزارة العدل، إلى جانب لجان عدة من الكونغرس تقترب من الهدف بالفعل. اجتمعت بفولكر بعد بضعة أسابيع في مكتبه في مركز روكفلر، وقال إنّ تقريره التالي سيكون جاهزاً بعد عيد العمل، قبل بدء قمة أيلول. أثار تقرير فولكر، على تواضعه، إلى جانب احتمال فشل القمّة، مخاوف الأمانة العامة من أن تعصف بها «عاصفة تامة». فإذا كانت وثيقة النتائج النهائية سلبية من وجهة النظر الأميركية بقدر سلبية مسوّدة «بنغIII»، فستقع عاصفة تامة بالفعل، لكن ذلك ما كنت أعمل على تفاديه. أما بالنسبة إلى لجنة فولكر، فسيكون ردّ فعل أنان اختباراً حقيقياً إذا ما كان يدرك مقدار عمق الجرح الذي أصاب الأمم المتحدة من جراء كارثة النفط مقابل الغذاء. وقد اعتقد بعض الممثّلين الدائمين أنّ الأمور سيّئة جداً بحيث ربما يستقيل أنان في أعقاب قمّة أيلول، لكنّني لم ألحظ أي دليل للأسف على أنّه يفكّر جدياً في ذلك(...).
زوّدتني رايس بأوامر واضحة يوم الخميس في 25 آب، قبل أن تغادر في إجازة، عبر نظام إرسال فيديوي آمن. أوضحت أنّني ما فتئت أقول منذ ما يقرب من أربعة أسابيع في نيويورك إنّ الولايات المتحدة لديها مصاعب جوهرية في مسوّدة وثيقة النتائج الحالية، وإنّنا اقترحنا صيغاً بديلة، بما في ذلك نهج الصفحتين إلى ثلاث صفحات الذي يتوافق مع القادة، وحثثنا على الشروع في مفاوضات حقيقية. أنصتت رايس ثم قالت بصراحة إنّها تريد التحرّك في اتجاه نهج الورقة المكوّنة من صفحتين إلى ثلاث صفحات. كان ذلك مهماً لأنّه يعني فقد ما بين ثلاثين وخمس وثلاثين ورقة من التعابير البلاغية. وعندما تحدّث أنان إلى رايس بعد بضعة أيام، وافق على وثيقة الثلاث صفحات التي يقرّها الرؤساء، وقال إنّ بنغ موافق أيضاً، على رغم أنّه حاول لاحقاً أن يتناسى أنّه أدلى بتلك الملاحظات. وعلى رغم أنّ تقييمي السلبي للحالة الراهنة في نيويورك بدا جديداً على رايس، فإنّها لم تعترض على نهجي الإجمالي. بل إنّ سيلفربيرغ أخبرتني على انفراد بعد المكالمة المتلفزة أنّها تعتقد بأنّ توقّعات رايس العامة من قمة أيلول تدنّت كثيراً(...).
عقد بنغ أول اجتماع «للمجموعة الأساسية» يوم الاثنين في 29 آب، وكنت أتطلّع إليه لكي نبدأ المفاوضات الجوهرية، بدلاً من الدوران حول المسائل المتعلّقة بآلية العمل. كان على هذه المجموعة أن تناقش قضايا الإرهاب، لكنّنا اختلفنا على الفور في شأن تعريف الإرهاب الذي تجنّبته مسوّدة وثيقة النتائج. كانت الولايات المتحدة تعتقد بأنّ لا يوجد شكل «مقبول» من أشكال الإرهاب، في حين أنّ العديد من البلدان الأخرى ترى أنّ كل الخطوات التي تتخذها «حركات التحرّر الوطني»، خصوصاً الفلسطيني ضدّ إسرائيل، ليست «إرهاباً». وذلك لن يمرّ بالنسبة إلي، وقد نسّقت بالفعل تكتيكاتنا مع السفير الإسرائيلي الذي رأى الأمر برمّته بمثابة تهديد لإسرائيل. لقد كانت المشكلات المتعلقة بقسم الإرهاب ملازمة في الواقع لفكرة أنّ الاتفاقات ذات المغزى ممكنة نظراً لنطاق وثيقة النتائج. ومن الممكن تحقيق مزيد من التقدّم إذا كان نطاق القمة محدوداً. غير أنّ مثل هذا الحدّ يقوّض نسيج التظاهر الذي تقوم عليه العملية بأكملها...
طلب أنان مقابلتي في 31 آب لبحث وثيقة النتائج، لكنّ النقاش اتسم باللامبالاة. بدا أنان منشغل البال تماماً، وهو ما عزوته إلى تنامي قلقه من التقرير التالي للجنة فولكر، وقد سمح له فولكر بمراجعة مسوّداته عن سلوكه. أطلعني كريس بورنهام، وهو وكيل الأمين العام للإدارة المعيّن حديثاً نسبياً، وصديق من وزارة الخارجية وحليف وثيق في نيويورك، على نسخة من الخلاصة التنفيذية لتقرير فولكر بعد يومين. وتبيّنت لماذا بدا أنان منشغل البال. على رغم أنّ فولكر لم يتهم أنان بسلوك جرمي، فإنّه كان لاذعاً في تقييم «إدارة» أنان لبرنامج النفط مقابل الغذاء(...).
طمأنني إليوت أبرامز أنّ رايس وهادلي يشعران بارتياح كبير إزاء تقدّم الأمور في نيويورك، وأنّهما يدركان أنّ العديد من الأخبار الصحافية تشخّص دوري بسبب الهدف الذي حمّلني بوش إياه عندما أعلن عن تعييني مؤخّراً. وقال أبرامز، «إنّهما يعلمان أنّك غير مخطئ، وهناك العديد منا هنا ممن يحمون ظهرك»، وذلك من حسن حظي، وسلوك مشكور جداً. جاء بعض الانتقاد من أصدقائنا المفترضين. فقد أبلغني العديد من الممثّلين الدائمين الأوروبيين أنّ جونز باري قال في اجتماع للاتحاد الأوروبي في 31 آب، «إنّ بولتون يلعب على هواه»، وأنّ تعليماتي تأتي من تشيني ورامسفيلد بدلاً من رايس. وفي أثناء محادثة مع نائب الممثّل الدائم الفرنسي ميشيل دوكلاس بعد بضعة أيام، اشتكى باري جونز من عدم تعاوننا مع الاتحاد الأوروبي. فواجهته بالملاحظات التي أدلى بها في اجتماع الاتحاد الأوروبي، وقلت إنّها غير صحيحة وغير مساعدة، فامتقع لونه أكثر من المعتاد. والتزم دوكلاس صمتاً ملحوظاً، لكنّه لم ينبرِ للدفاع عن جونز باري...
بقيت على اتصال مع رايس على الهاتف في عطلة أسبوع عيد العمل ووجدت أنّ جاك سترو نقل إليها إحباطات باري جونز المتنامية. كان العديد من البريطانيين يعتقدون بأن دورهم في الحياة لعب دور أثينا مقابل روما الأميركية، فيعيروننا حسن دماثتهم الفائقة ويصقلون حوافنا الاستعمارية الخشنة. في أثناء الحرب العالمية الثانية وبعدها، ذاعت قصيدة (في لندن على الأقل):
في واشنطن، همس اللورد هاليفاكس
في أذن اللورد كينز ذات مرة
«صحيح أنّهم يمتلكون أكياس النقود
لكننا نمتلك العقل والفكرة»
من الواضح أنّ جونز بيري من ذلك الصنف، لكنّني كنت مصراً على أن أفوّت الأمر على أثينا هذه المرة. كانت رايس لا تزال مصرّة قائلة، «إذا كان هذا الأمر سينهار، فإنّني أفضل المحاولة في إصلاح الإدارة على أي شيء آخر»، وتلك أخبار طيّبة. أطلعت رايس على الحالة العامة في نيويورك، وذلك مفيد قبل أن يبدأ الأسبوع الأخير من المفاوضات الصعبة قبل انعقاد القمة. صدرت افتتاحية لصحيفة «وول ستريت جورنال» بعنوان «التنقيح الذي يجريه بولتون» تؤيّد تماماً ما أحاول القيام به، وكان ذلك مسعفاً جداً في تقديم شرح واسع عما نحاول تحقيقه، وطرق التفكير المحيّرة في الأمم المتحدة(...).
عندما عاد الجميع من عطلة عيد العمل، وجدنا أنّ الأمم المتحدة وفريق الصحافة الكبير مهتمون بتقرير فولكر المقرّر رفعه في 7 أيلول إلى مجلس الأمن في شأن النفط مقابل الغذاء، بدلاً من مفاوضاتنا المتواصلة في شأن وثيقة النتائج. ونظراً لأنّ هذه هي الأمم المتحدة حتى في ما يتعلّق بشيء مهمّ مثل تقرير فولكر، فقد سيطرت المسائل الإجرائية على استعدادات مجلس الأمن. أقرّت الأمانة العامة بأنّ على فولكر تقديم تقريره في جلسة عامة، لكنّها كانت تريد أن ينعقد المجلس خلف أبواب مغلقة لإجراء «مشاورات غير رسمية» لكي يردّ السفراء على ما سمعوه. لم تكن تلك صيغة غير مألوفة، حيث يستمع المجلس إلى الأمانة العامة في جلسة عامة، ولا يتحدّث أعضاؤه إلا في جلسة خاصة. لم أقتنع بهذا الترتيب. فأعضاء مجلس الأمن ليسوا نباتات مزروعة في أصص أو ملحقات بالمسرح تتلاعب بها الأمانة العامة. لذا أصررت على أنّه إذا كانت الأمانة تريد إطلاع المجلس في جلسة عامة، فعلى أعضاء المجلس الرد علناً. وإذا كان التقرير حساساً يستوجب أن يكون عرضه في جلسة خصوصية فليكن ذلك، وسيردّ أعضاء المجلس في جلسة خصوصية. وأعلنت أنّني سأردّ على تقرير فولكر في الجلسة العامة، إذ لكل عضو في المجلس الحقّ في ذلك، وليقرّر بقية الأعضاء كيف سيردون. وعندما ذاع أنّني سأتكلّم، قرّر كل الأعضاء الآخرين التحدّث علناً.
كان عرض فولكر أمام المجلس نقداً شديداً لأداء الأمانة العامة في برنامج النفط مقابل الغذاء، وكان شديد الانتقاد أيضاً لمجلس الأمن بسبب تخليه عن دوره الإشرافي، وهو ما وجدته مبرّراً جداً. فقد أنشئ برنامج النفط مقابل الغذاء بموجب قرار مجلس الأمن 986 الصادر في سنة 1995، ويرمي إلى استخدام عوائد العراق النفطية لتقديم المساعدة الإنسانية للشعب العراقي. وبدلاً من ذلك، استخدم صدام حسين إيرادات النفط للرشوة والفساد والتلاعب بالبرنامج لغاياته الخاصة، وحرفه عن مساره لتعزيز سلطته بالسيطرة على توزيع المساعدة. وقبل أيام فقط من صدور التقرير، وجّه المدعي الأميركي في مانهاتن اتهاماً رسمياً إلى مسؤول كبير عن موازنة الأمم المتحدة، فلاديمير كوزنتزوف، بالفساد مسلّطاً الضوء على تقرير فولكر، إذ لم يكن أحد في الأمم المتحدة مهتماً كثيراً(...).
كان من المنتظر أن يصل الرئيس بوش بعد ظهر يوم الثلثاء في 13 أيلول لكي تنطلق القمة، ولم نكن قد توصلنا إلى وثيقة النتائج بعد. اتصلت بجونز باري في الثامنة والنصف صباحاً، وقال إنّه لم يسبق له أن شهد اقتراب حدث مهمّ من دون التوصّل إلى نص نهائي، وأنّ هناك «احتمال ظهور نص من مكان ما». كان ذلك كل ما أحتاج إلى سماعه. اتصلت بأنان على الفور، فراوغ في شأن ما يعتزم بنغ وإلياسون القيام به. من الواضح أنّ بنغ وإلياسون والأمانة العامة كانوا يعملون بالفعل على «ملء الفجوات»، كما عبّر أنان عن ذلك. وقال أنان إنّه ربما استطاع أن يشرح لي مع بنغ كيف يمكنهما «الاستفادة من النص المتفق عليه»، واقترح علي المجيء إلى مكتبه(...).
بدت وثيقة النتائج غير شبيهة بما يمكن أن تكتبه الولايات المتحدة، وكانت لا تزال تحتوي على كثير من اللغو، لكنّنا تمسّكنا بخطوطنا الحمر على الأقل. بل إنّنا حقّقنا قليلاً من التقدّم، مثل إعادة التأكيد على معارضتنا الواضحة لهدف المعونة الخارجية البالغ 0,7 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلدان المانحة، وهو كأس مقدّسة تسعى إليها حركة عدم الانحياز (مجموعة 77) منذ عقود للمحافظة على مستويات عالية من المعونة الأجنبية المتدفّقة بصرف النظر عن الرغبة فيها أو فعّاليتها. لقد استغرق هذا الإنجاز الهزيل سبعة أسابيع تقريباً من الجهود المتواصلة، وغالباً في وقت متأخّر من الليل وفي الصباح الباكر، التي قام بها عشرات إذا لم يكن مئات من الموظفين الحكوميين الأميركيين، ونتج من ذلك وثيقة طويلة تضمّ من الكلام أكثر مما تحمل من معنى. كما أنّه لم يتحقّق شيء، أو تحقّق القليل، حيال ما تريده الولايات المتحدة حقاً، مثل «الإصلاح»، وقد اتضح أكثر من أي وقت مضى أنّنا بحاجة إلى خطة «أميركية» للإصلاح، لا خطة يأتي بها أنان لزيادة استقلاليته...
على أي حال، كان لدي رئيس قادم أنشغل به. انتظرت عند أسفل السلالم الكهربائية داخل مدخل الوفود إلى الأمم المتحدة، كما طلب الأمن. دخل بوش ورايس، بصحبة حراس الرئيس وغيرهم بعيد الثالثة بعد الظهر. كانت هذه المرة الأولى التي أشاهد فيها بوش منذ مناسبة 1 آب في قاعة روزفلت، لذا كنت أريد أن أعرف إذا كان لديه أي نصح أو انتقاد في شأن الأسابيع العديدة الماضية. بعد الصورة المعتادة مع أنان، توجّهنا إلى مكتب الاحتفالات الصغير في الأمانة العامة خلف مسرح الجمعية العامة حيث قام بوش بزيارة المجاملة. وعندما جلس الجميع سأل بوش أنان، «كيف تجد أداء بولتون؟ هل نسف المكان»؟ وجدت ذلك رائعاً، لكن أنان ابتسم ابتسامة خافتة فقط، لعله كان يفكّر في الموقف الحرج الذي وضعته فيه للتوّ في شأن وثيقة النتائج. وقد أبلغ أنان الصحافة لاحقاً في ذلك اليوم أنّني كنت «بنّاء جداً» في أثناء مفاوضات وثيقة النتائج، ما جعل من الصعب بالتأكيد لوم الولايات المتحدة على مضمونها الهزيل.
على أي حال، كان بوش يمهد لكلامه. فبعد المجاملات، قال إنّ المسألة الحقيقية بالنسبة إلى معظم الأميركيين هي هل نبقى في الأمم المتحدة أصلاً. وقال بوش إنّ هذا ما يعتقده الناس حيث قدم، خلافاً لنيويورك، ولا يعني ذلك أنّه يؤمن به، لكنه يريد أن يعرف أنان أين تقف الأمور. صارت الابتسامات في جانب الأمم المتحدة من الغرفة الصغيرة متكلّفة أكثر فأكثر. انتقل بوش بعد ذلك إلى إيران، ملاحظاً أنّنا «بحاجة إلى حل ذلك ديبلوماسياً»، وإلا فإنّ الإسرائيليين سيحلّون الأمر بطريقة أخرى. عندئذ، تعافى أنان وقال إنّه تحدّث مع محمد البرادعي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ليحض إيران على إبداء مزيد من التعاون. وبعد وصف كوريا الشمالية بأنّها أحد أسوأ الأمثلة على القمع في التاريخ، أثار بوش مسألة العراق قائلاً إنّه يريد حضوراً أكبر للأمم المتحدة هناك للمساعدة في الاستفتاء الدستوري الوشيك. تذرّع أنان بعذره الدائم منذ تفجير مجمّع الأمم المتحدة في بغداد - أنّه لا يوجد ما يكفي من الأمن - فردّ بوش ورايس على ذلك. وانتقد بوش سورية على مواصلة تدخلها في لبنان، لكن بدا أنّ أنان فقد التركيز ولم يستطع أن يبحث الموضوع في شكل منسجم(...).
في التاسعة من صباح اليوم التالي، انتظرت أنا وغرتشن رايس في القاعة الصغيرة في والدورف تاورز، ثم ركبنا الليموزين الرئاسي بانتظار قدوم الرئيس والسيدة بوش، وانطلقنا في طريقنا عبر الشارع الخمسين إلى الأمم المتحدة، ثم سلكنا الاتجاه الخاطئ إلى الجادة الأولى لاختصار الرحلة. وفيما لوّح بوش لمجموعة من متظاهري فالون غونغ الذين يحتجّون على السياسات القمعية للقيادة الصينية، طرأ موضوع بيل كلينتون، ولاحظت أنّ بيل وهيلاري كلينتون تخرّجا قبلي بسنة واحدة في كلية الحقوق بيال، فسأل بوش، «قبل أن تربي شاربيك؟» ما أضحك السيّدات في السيارة. كنت سأوضح أنّني كنت ذا شاربين في كلية الحقوق، لكنّنا وصلنا إلى الأمم المتحدة في ذلك الوقت(...).
* غداً حلقة ثانية.

No comments:

Background - خلفية

On 13 December 2005 the Government of the Lebanese Republic requested the UN to establish a tribunal of an international character to try all those who are alleged responsible for the attack of 14 february 2005 that killed the former Lebanese Prime Minister Rafiq Hariri and 22 others. The United Nations and the Lebanese Republic consequently negotiated an agreement on the establishment of the Special Tribunal for Lebanon.

Liens - Links - مواقع ذات صلة

The Washington Institute for Near East Policy, David Schenker , March 30, 2010 . Beirut Spring: The Hariri Tribunal Goes Hunting for Hizballah


Frederic Megret, McGill University, 2008. A special tribunal for Lebanon: the UN Security Council and the emancipation of International Criminal Justice


International Center for Transitional Justice Handbook on the Special Tribunal for Lebanon, April 10, 2008


United Nations
Conférence de presse de Nicolas Michel, 19 Sept 2007
Conférence de presse de Nicolas Michel, 27 Mars 2008


Département d'Etat américain
* 2009 Human Rights report
* 2008 Human Rights report
* 2007 Human Rights report
* 2006 Human Rights report
* 2005 Human Rights report



ICG - International Crisis Group
The Hariri Tribunal: Separate the Political and the Judicial, 19 July, 2007. [Fr]


HCSS - Hague Centre for strategic studies
Hariri, Homicide and the Hague


Human Rights Watch
* Hariri Tribunal can restore faith in law, 11 may 2006
* Letter to Secretary-General Kofi Annan, april 27, 2006


Amnesty International
* STL insufficient without wider action to combat impunity
* Liban : le Tribunal de tous les dangers, mai 2007
* Jeu de mecano


Courrier de l'ACAT - Wadih Al Asmar
Le Tribunal spécial pour le Liban : entre espoir et inquiétude


Georges Corm
La justice penale internationale pour le Liban : bienfait ou malediction?


Nadim Shedadi and Elizabeth Wilmshurt, Chatham House
The Special Tribunal for Lebanon : the UN on Trial?, July 2007


Issam Michael Saliba, Law Library of Congress
International Tribunals, National Crimes and the Hariri Assassination : a novel development in International Criminal Law, June 2007


Mona Yacoubian, Council on Foreign Relations
Linkages between Special UN Tribunal, Lebanon, and Syria, June 1, 2007