This blog of the Lebanese Center for Human Rights (CLDH) aims at granting the public opinion access to all information related to the Special Tribunal for Lebanon : daily press review in english, french and arabic ; UN documents, etc...

Ce blog du
Centre Libanais des droits humains (CLDH) a pour objectif de rendre accessible à l'opinion publique toute l'information relative au Tribunal Spécial pour le Liban : revue de presse quotidienne en anglais, francais et arabe ; documents onusiens ; rapports, etc...
.

PRESS REVIEW

February 26, 2009 - Alanwar - Mehlis about the 4 generals

الانوار
الخميس 26 شباط 2009 العدد – 17080

محليات لبنان


المحقق الدولي السابق يرى ان السلطات اللبنانية ملزمة بتسليم الضباط
ميليس: مجموعة منظمة لها موارد وقدرات وراء اغتيال الحريري
والادلة تشير الى لبنانيين وسوريين في اجهزة امنية لعبوا دولاراً بالجرائم

قال المحقق الدولي السابق في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري ديتليف ميليس ان لديه صورة واضحة تماما عن الجريمة، انما هناك حاجة الى ادلة قضائية لتقديم الصورة بكاملها امام المحكمة. واضاف: ان مجموعة لها تنظيم واسع تتمتع بموارد وقدرات كبيرة قامت بالاغتيال.. وعثرنا على ادلة تشير الى ان افراد لبنانيين وسوريين في الاجهزة الامنية لعبوا دورا في الاغتيالات. واكد انه مع بدء المحكمة تصبح السلطات اللبنانية ملزمة بتسليم الضباط والمشتبه بهم الآخرين الى المحكمة.


فعشية بدء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عملها في الأول من آذار المقبل في مقرها في لاهاي، تحدث المحقق الألماني ديتليف ميليس أول رئيس لـ (اللجنة الدولية المستقلة) للتحقيق في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وفي الاغتيالات الأخرى التي يثبت التحقيق ترابطها مع جريمة اغتيال الحريري.
وجاء في الحديث الذي اجرته الزميلة راغدة درغام ونشرته صحيفة (الحياة) السعودية.
> دعني أبدأ بسؤال حول التحقيق الذي أجراه سلفك، بيتر فيتزجيرالد، وهو التحقيق الأول بعد اغتيال رفيق الحريري. ما رأيك به?
- سؤال جيد. بالطبع عندما بدأنا العمل شعرنا انه يجب علينا الأخذ في الاعتبار ما كان قد وضعه في تقريره الى مجلس الأمن، اي ما كنا على وشك اكتشافه في ذلك الوقت، ولم نكن نعلم إن كنا سنتوصل الى الاستنتاجات نفسها أو الى استنتاجات مختلفة، إنما كان علينا ان نأخذ في الحسبان ما كان قد عثر عليه في غضون أسابيع مع فريق يتكون من 5 أو 6 محققين من إيرلندا ومترجم أو اثنين فقط.
في البدء بعثت المحقق الأول في فريقي الى دبلن للاجتماع به، ثم بعد أسابيع قليلة طلبنا من أحد محققيه المجيء الى بيروت لبحث ما عثر عليه فريقي. وكما سارت الأمور، توصلنا الى استنتاجات متطابقة. لقد كنت أكنّ كل التقدير للعمل الذي قام به فيتزجيرالد. فقد عثر على الكثير من الحقائق في ظروف مختلفة، فهو كان يعمل قبل (ثورة الأرز) وكان عليه العمل تحت نظام ما قبل (ثورة الأرز)، جهاز الأمن اللبناني وجهاز القضاء اللبناني، كما كانا قبل الثورة، وعلى رغم ذلك تمكن من القيام بعمل ممتاز في التحقيق وقد لاقى عمله كل التقدير وترك انطباعاً لديّ بأنه لو مضى هو في التحقيق بدلاً مني وأصبح رئيس (اللجنة الدولية المستقلة للتحقيق)، لكان توصل الى استنتاجات وأدلة مطابقة، وأنا واثق من ذلك.
اكتشاف الحقيقة
> مدهش انه توصل في غضون 3 أسابيع الى ما تمكنت أنت وفريقك من تأكيده، بعد تحقيق
استمر فترة 4 أشهر وها نحن اليوم بعد 4 سنوات من التحقيق دون ان يبرز أي ما يتناقض مع ما جاء في تقرير فيتزجيرالد أو تقريرك. ألا تجد ذلك مدهشاً?
- بصراحة لا أدري ماذا حدث بعدما تركت التحقيق، إذا حدث شيء على الإطلاق، فلا يمكنني ان أعلق. إنما عندما أنظر الى الماضي، اعتقد اننا، نحن وفيتزجيرالد، اقتربنا جداً من اكتشاف كامل الحقيقة. ذلك أنه كان لدينا وقت أكثر مما كان لديه ولأن مهمته لم تكن القيام بتحقيق قضائي كما هي مهمتنا. مهمته كانت أن يتقدم الى مجلس الأمن بصورة عامة عما حدث في بيروت من وجهة نظر بوليسية وتحقيق بوليسي. مهمتي كانت مختلفة قليلاً لأنه كان عليّ ان أجمع الأدلة القضائية وتعريف المشتبه بهم (الأفراد المشتبه بهم)، وبالطبع فيتزجيرالد لم يكن قادراً على القيام بذلك في غضون الفترة الزمنية القصيرة التي عمل فيها، وكذلك لم تكن هذه مهمته أو وظيفته.
> هل تشعر بالمقدار نفسه من الثقة الآن كما شعرت عندما قمت بتعريف المشتبه بهم أو عندما اقتربت من كامل الحقيقة، كما قلت? هل أنت واثق اليوم بما توصلت اليه حينذاك?
- الإجابة عن الشطر الأول من سؤالك، نعم، انني في غاية الارتياح. وفي الواقع عندما اتصلت بي هاتفياً قمت، وللمرة الأولى منذ سنتين، بإعادة قراءة تقرير تشرين الأول 2005، ومن دون أن أمدح نفسي، لقد فاجأني بما جمعناه من الأدلة ومن تفاصيل دقيقة في غضون 7 شهور، وهذا يشمل بدء التحقيق وبدء أعمال اللجنة الخاصة، فلنتذكر انني وصلت الى بيروت ومعي محققون فقط، بلا مقر وبلا فريق. وفي الأسابيع الأولى كان علينا ان نجمع الفريق. وبالتالي ومن دون ان أبدو وكأنني أمدح نفسي، دهشت لكمية التفاصيل التي جمعناها عند مراجعتي التقرير وكمية الأدلة ودقة الاستنتاجات التي توصلنا إليها. وأريد أن أضيف هنا، ان تلك لم تكن استنتاجاتي الفردية، وأعني بذلك أنني مسؤول كامل المسؤولية عن هذه الاستنتاجات، انما فريقنا كان مكوناً من محققين ومدعين عامين ورجال شرطة ومحللين من 17 دولة، بعضهم كان من مصر وسويسرا والسويد وفنلندا والدنمارك وألمانيا والولايات المتحدة وغيرها من الدول، وبالتالي، كان ذلك جهداً مشتركاً ولم يكن الأمر ان المحققين جلسوا سوية ودوّنوا على الأوراق أشياء لم يوافق عليها الآخرون في التحقيق.
وعليه، أعتقد ان الاستنتاج الرئيس، إذا أمكنني البدء من النهاية، كان أن مجموعة لها تنظيم واسع وتتمتع بموارد وقدرات كبيرة قامت بالاغتيال، وأن الجريمة تم التحضير لها على مدى أشهر عدة مع مراقبة توقيت ومكان وتحركات رفيق الحريري ووفده لتدوين حركته بكامل التفاصيل. وعندما تسلم دانيال بلمار التحقيق عام 2008، اعتقد انه استخدم تعبير )شبكة( مسؤولة عن عملية الاغتيال، وهذا ما كنا توصلنا إليه في تقرير 2005. وفي الواقع، ان كل الاستنتاجات في ذلك التقرير مهمة، وإلا لما وردت فيه. إنما اعتقد ان أحد أهم الاستنتاجات الى جانب الاستنتاج الذي ذكرته، هو اننا عثرنا على أدلة تشير الى ان افراداً لبنانيين وسوريين في الأجهزة الأمنية لعبوا دوراً في الاغتيالات.
المشتبه بهم
> قلت قبل قليل إنكم اقتربتم من الحقيقة ومن تعريف المشتبه بهم، ما هي تلك الحقيقة ومن هم المشتبه بهم الذين في ذهنكم?
- لقد قمنا بتعريف هوية المشتبه بهم، الجنرالات الأربعة، الذين تم إلقاء القبض عليهم طبقاً لما اقترحتُه على السلطات اللبنانية، وقد قمنا سوية مع اللبنانيين بتعريف مشتبه بهم إضافيين يزعم تورطهم في التهيئة للاغتيال. وفي الواقع ان شاهداً لنا، زهير الصديق، تحول الى مشتبه به، وبناء على اقتراحي، قام المدعي العام اللبناني بتحويله الى مشتبه به وتم إلقاء القبض عليه في باريس بهدف تسليمه الى لبنان. هؤلاء كانوا مشتبهاً بهم بناء على أسباب تمكن من الزعم بأنهم لعبوا أدواراً في الاغتيال في ذلك الوقت. يجب علي القول، كان أمامنا جزء فقط من الصورة، ولذلك كنا في حاجة الى وقت أكثر لاستكمال الصورة. وقد سبق وقلت وأكرر ذلك الآن ان مع مغادرتي التحقيق اعتقد أننا أنجزنا حوالى النصف.
> من هو الانتحاري الذي قام بالتفجير? وما هي جنسيته?
- لم نتوصل الى هذا في ذلك الوقت، ولم نعرف هويته، على الأرجح هو ليس أبو عدس.
> ومنذ ذلك الحين أنت بالطبع ترافق التحقيق من بعيد وأعرف انك لا تلعب دوراً الآن في التحقيق، لكنك تعرف اكثر بكثير مما نعرف. من هو برأيك ذلك الانتحاري? ما هي جنسيته المرجحة لديك في هذا المنعطف، فقد حللوا المعلومات الجينية DNA ويفترض انهم يعرفون جنسيته من أسنانه.
- لا فكرة لدي. ليس لدي معلومات أكثر مما لديك، بل ربما تعرفين اكثر. فليس لدي أدنى فكرة عن هذا.
> دعني أعود بك الى الاستنتاجات التي توصلت إليها في تقريرك الشهير. قلت في استنتاجات تقرير تشرين الأول 2005 ان هناك أدلة مماثلة تدل الى تورط لبناني وسوري في هذا العمل الإرهابي، وان الاستخبارات العسكرية السورية التي كان لها وجود مسيطر في لبنان اقلّه الى حين انسحاب القوات السورية من لبنان، كانت لها روابط مع مسؤولين أمنيين لبنانيين - هم في السجن الآن - كما قلت. هل هؤلاء الجنرالات في رأيك اليوم متورطون بالمقدار ذاته كتورطهم عام 2005?
- هذا سؤال رائع، انما لا يمكنني الإجابة عنه، ذلك أن المعلومات المتوافرة لدي عن التحقيق تنتهي في 11 كانون الثاني 2006. بعد ذلك قرأت التقارير، وعليّ ان اعترف بأنني لم اقرأها كلها، لأنني شعرت ان بعضها كان مملاً.
> اننا على أبواب بدء المحكمة الخاصة أعمالها في الأول من آذار، هل تشعر ان الأدلة التي وضعتها في حوزة السلطات اللبنانية المعنية بالجنرالات الأربعة ما زالت اليوم قائمة? أعرف ان ليس في وسعك الكشف عما قدمته، ولكن هل يجب ان نتوقع من السلطات اللبنانية تسليم الجنرالات الى لاهاي للمثول أمام المحكمة? وفي حال عدم تسليمهم، ما هو المبرر القانوني لذلك? هل يعني ان المحقق الحالي المدعي العام القادم دانيال بلمار توصل الى استنتاجات تناقض ما توصلت إليه بحق الجنرالات?
- قانونياً، مع إنشاء المحكمة وإنشاء مكتب الادعاء العام معها، يجب تسليم الجنرالات الى المحكمة، قانونياً في اعتقادي. وبالتأكيد. فقد أُلقي القبض عليهم على أساس الاشتباه بهم بالتورط في الاغتيال. وبحسب علمي، بقوا في السجن مدة ثلاث سنوات بعد مغادرتي، لهذا السبب بالذات، فنعم، في اعتقادي أنها بالتأكيد مسؤولية مكتب الادعاء العام والمحكمة البت بمصيرهم قطعاً.
> إذاً، عندما يقول سيرج براميرتز، او دانيال بلمار لربما، ان الأمر عائد الى السلطات اللبنانية في شأن مصير الجنرالات، ماذا يعني ذلك? هل مصيرهم في يد السلطات اللبنانية أم في يد المحكمة?
- لم أسمع قولهما هذا، انما رأيي أنا أمامك. ان الوضع القانوني بسيط جداً، لقد بدأ التحقيق برمته وبقي تحت سلطة قرار مجلس الأمن الرقم 1595. وهذا القرار واضح بأن هذا التحقيق كان وما زال تحقيقاً لبنانياً، طالما أن هناك (اللجنة الدولية الخاصة للتحقيق) لمساعدة الحكومة اللبنانية في تحقيقها. إذاً، وحتى موعد إنشاء المحكمة الخاصة بلبنان وموعد بدء مكتب الادعاء العام أعماله، فإن هذه قضية لبنانية. وبالتالي، فإن السلطات اللبنانية مسؤولة عما يحدث - وهذا لا يعني ان اللجنة الخاصة ليست مسؤولة ايضاً -، فالكلمة الأخيرة هي للبنانيين.
مع بدء أعمال المحكمة ومكتب الادعاء العام، يختلف الوضع والمسؤوليات، إذ ان القضية اللبنانية تتحول الى قضية للأمم المتحدة مع بدء المحكمة وتفعيل مكتب الادعاء العام.
تسليم الضباط
> عندئذ تصبح السلطات اللبنانية ملزمة تسليم المشتبه بهم الى المحكمة الدولية حال بدء أعمالها?
- هذا ما لم تقرر - في أثناء فترة مسؤوليتها عنهم - أن ليس هناك ما يكفي من الأدلة للاستمرار في احتجازهم الموقت. وعليه، والى حين موعد بدء المحكمة يمكنها بالتأكيد أن تفعل ما تشاء وتراه صالحاً وضرورياً بموجب القانون اللبناني الجنائي.
> لكن حال بدء المحكمة عملها تصبح السلطات اللبنانية قانونياً ملزمة تسليم الجنرالات والمشتبه بهم الآخرين لديها الى المحكمة الدولية الخاصة. هل أحسنت فهمك?
- نعم. قطعاً.
> في الفقرة 222 من تقريرك قلت: (تخلص اللجنة، بعدما أجرت مقابلات مع شهود وأشخاص مشتبه بهم في الجمهورية العربية السورية، وبينت ان أدلة كثيرة تشير في شكل مباشر الى ضلوع مسؤولين أمنيين سوريين في عملية الاغتيال، الى انه يتعين على الجمهورية العربية السورية إيضاح جزء كبير من المسائل التي لم يتم حسمها)، ما هي تلك المسائل التي سعيت وراءها?
- اعذريني، لقد مضت ثلاث سنوات ونصف سنة على ذلك، وببساطة لا أعرف الوضع الآن?
> كنت في خضم الضغط العلني على كبار المسؤولين السوريين للتعاون وليوافقوا على استجوابهم، عندما طلب إليك الاستقالة، كما يقال. هل حقاً طلب إليك ان تستقيل، بصورة مباشرة أو غير مباشرة?
- لقد كانت هناك ثلاثة أسباب وراء القرار: أسباب مهنية ناتجة من انني لم أتقدم بطلب لتولي وظيفة المحقق العام وإنما وافقت على المهمة عندما طلبت الأمم المتحدة مني ذلك، ووافقت على القيام بالمهمة لفترة 3 - 6 اشهر، هكذا اتفقنا وكان ذلك في قرار لمجلس الأمن. وبالتالي، مهنياً، لم أكن جاهزاً للبقاء فترة أطول لأسباب شخصية ناجمة عن كون عائلتي في برلين وكنا اتفقنا على فترة لا تفوق الـ 6 أشهر لهذه المهمة، ومع انتهاء تلك الفترة، أوضحت لي الأمم المتحدة رأيها بأنه لا يجوز لي البقاء في بيروت للقيام بالتحقيق لأسباب أمنية. اقترحوا عليّ ان استمر في التحقيق انما من خارج لبنان. وهذا في رأيي لم يكن ممكناً. فلا يمكن التحقيق من الخارج، كانت المسؤولية ستبقى على عاتقي، انما باستحالة، فلا يمكن إصلاح سيارة عبر الهاتف او الكومبيوتر، ولا بديل من الوجود في ساحة الجريمة للقيام بالتحقيق.
لهذه الأسباب لم أجدّد العقد، وتركت عندما انتهى عقدي في آخر كانون الأول ووافقت على مرحلة انتقالية قصيرة إضافية للمساعدة، وتقدمت باقتراح أفراد الى الأمم المتحدة ظننت انهم قادرون على القيام بالمهمة وبالتحقيق. وهذا كل ما حدث.
> لو قال لك الأمين العام حينذاك، كوفي عنان، إن في وسعك الاستمرار في التحقيق من بيروت، هل كنت لتوافق على البقاء?
- اعتقد لا. وهذا السؤال - اعذرني على هذا القول - ليس سؤالاً عادلاً. فقد كانت هناك أسباب ثلاثة، لا أدري لو كان أحدها - في ذلك الوقت - غير موجود إن كنت بقيت أم لا. انما من الضروري لي القول إن بعد مغادرتي - بعد الفترة الانتقالية - أوضحت لكل طرف معني بالتحقيق انني جاهز للعودة إذا كانت هناك حاجة الى عودتي للتحقيق.
> كنت اذاً جاهزاً للعودة، انما لم يطلب منك أحد العودة? هل هذا ما حدث?
- قلت لهم، إن كانت هناك حاجة إليّ، فأنا مستعد للعودة. واضح أنه لم تبرز تلك الحاجة.
> هل تندم على ذلك القرار عندما تفكر بما حدث بعد ذلك? هل تندم على مغادرة التحقيق?
- لنقل انني عندما اتخذت قرار المغادرة كنت أشعر بوضوح أنه مهما كان القرار الذي أتخذه - بقاء أو مغادرة - سيأتي يوم أندم فيه على ذلك القرار. فلو بقيت لربما كانت هناك لحظة أندم فيها على البقاء. تصوري، مثلاً، لو كان هناك تفجير أو محاولة اغتيال لم تقض على حياتي، انما أدت الى قتل عشرة من فريقي، مثلاً، عندئذ كنت ندمت أشد الندم على البقاء. فهذا سؤال بسيط انما الإجابة عنه مستحيلة.
التهديدات
> إذاً، لقد لعبت التهديدات ضد حياتك وضد فريقك دوراً كبيراً في قرارك.
- بالطبع. فأنا بكل تأكيد حريص على حياتي إنما أحرص بالمقدار ذاته على حياة الناس الذين حولي. فقد كنت أنا المسؤول عنهم.
> هل مطالبتك العلنية الحكومة والأفراد في سورية ولبنان بالامتثال للتحقيق هي التي جعلتك تصبح مستهدفاً وأدت بسيرج براميرتز الى اتخاذ قراره باعتماد السرية والابتعاد من الأضواء واستراق زخم الاهتمام الشعبي الذي رافق عهدك في التحقيق?
- بالطبع لا يمكنني التعليق على ما قام به خلفي، انما بالتأكيد اكتسب التحقيق اهتماماً علنياً عالياً في عهدي. إذ تحققت من أن هذه الجريمة لم يرتكبها أفراد لبنانيون حصراً وانما أيضاً أفراد آخرون. من دون ذلك المقدار العالي من الاهتمام والضغط العلني لما شهدنا إنشاء المحكمة، كما اليوم. لقد كان هناك اهتمام وشهرة للتحقيق ولفريقي ولي وما زلت أتذكر اليوم الذي سبق تقديم تقريري الثاني والأخير. وقد تذكرين أن جبران تويني - الذي كانت لي متعة التعرف إليه شخصياً والذي كنت قد أجريت مقابلة معه كشاهد مرتين - اغتيل. بعد ذلك برزت رسالة لا أعرف إن كانت حقيقية أم مزيفة جاء فيها: ان السيد ميليس كان الهدف الأصلي للاغتيال، لكنه كان ذكياً فغادر، ولذلك وقع خيارنا على جبران تويني، ونأمل أن يكون خلف ميليس أكثر ذكاء. بالطبع كان هناك من لم يعجبه ما كنا نقوم به.
> أتعتقد بأنك أخطأت في إصرارك على إجراء مقابلات وفي استجواب كبار المسؤولين السوريين?
- لا. كنت هناك وكنا هناك لنقوم بالتحقيق في جريمة فظيعة. أعني، لقد خسر 23 شخصاً حياتهم، وجُرح المئات. وبالتالي كان متوقعاً منا - كأي تحقيق جدي - ان نستجوب كل من كان في وسعه توفير المعلومات. فلو لم أحاول ذلك لربما وصلنا الى مرحلة لاحقة عند المحاكمة حين يقول محامي الدفاع: لماذا لم تجروا مقابلة مع ذلك الشخص - بمن في ذلك الرئيس الأسد - ذلك أن الجميع يعرف، وهذا موجود في التقرير? ان عدداً من الشهود قال إن العلاقة بين رئيس الوزراء الحريري والرئيس الأسد هي علاقة يمكن وصفها على الأقل وبكل حذر بأنها كانت صعبة. ثم إنه كان من العدالة أن نعطي الرئيس الأسد فرصة ليشرح آراءه، قضائياً، حول الملفات بالأبيض والأسود، كما فعل جميع الشهود، وكما فعل الرئيس اللبناني اميل لحود. وبالتالي، كان أمراً جلياً أن نطلب من الحكومة السورية أن نجري مقابلة مع الرئيس. وأقصد، لقد كان ذلك واجباً علنياً، بالتأكيد.
> بعد أن تبدأ المحكمة الدولية أعمالها في آذار، أتعتقد بأنها ستتمكن من التوصل الى العدالة ومن إنهاء الإفلات من العقاب? هل كنت تأمل بإنشاء مثل هذه المحكمة عندما كنت تقوم بالتحقيق? وهل هذه هي المحكمة التي كنت تأمل بها?
- اعتقد بأن في تقرير تشرين الثاني أو كانون الأول استخدمنا جملة على نسق: يجب على التحقيق أن يوضع على منبر دولي. فحالما أدركت اللجنة الخاصة أن المتورطين في الاغتيال ليسوا حصراً لبنانيين، كان واضحاً لها أن لا مناص من قيام الأسرة الدولية بشيء ما حول هذا الأمر عندما تصل الأمور الى المحكمة. وبالتالي، كان لا بد من محكمة دولية لمحاكمة أفراد من دول ثالثة. وبالتالي فتأسيس المحكمة كان حتمياً بعدما تحققنا من أرجحية تورط أفراد من خارج لبنان في الاغتيال.
أما في ما يخص سؤالك حول توصل المحكمة الى نتائج، فهذه مسألة لا يمكنني الافتراض فيها. انما اليوم، يمكنني القول إن إنشاء هذه المحكمة أمر بالغ الأهمية بالتأكيد، وهو الأمر الصحيح.
فالمحكمة هي الإصبع المرفوع للأسرة الدولية في وجه من يسعى وراء أهدافه السياسية في لبنان من خلال الاغتيالات. وآمل أن يأتي اليوم الذي يوجّه فيه الإصبع المرفوع الى إصبع اتهام في وجه الذين ارتكبوا هذه الجرائم.
> الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، يبدو ملتزماً بعدم العودة عن المحكمة تحت أي ظرف كان، ويبدو ملتزماً بإيمان بإنهاء الإفلات من العقاب. هل هذا مهم، هل من المهم أن يكون ملتزماً بذلك? وهل لهذا الالتزام أي تأثير?
- طبعاً، بكل تأكيد. فلو عدنا الى المحاكم الأخرى - كامبوديا أو سيراليون - لوجدنا ان المشاكل برزت دائماً. لذلك، من المهم ان يكون الأمين العام للأمم المتحدة ملتزماً، لأنه يتمتع بثقل سياسي كبير. في وسعه، مثلاً، أن يطلب من الدول تمويلاً للمحكمة إذا واجهت مشاكل لاحقة في التمويل.
استحالة الصفقات
> هل يراودك القلق من صفقات سياسية لإخماد المحكمة أو للمماطلة بها بلا نتيجة? هناك كلام يتردد عن إمكان إبرام الصفقات. ما رأيك بهذا الاحتمال?
- اعتقد بأن إبرام صفقة حول المحكمة أمر مستحيل. انه لمن المستحيل إبرام صفقة حيث تجلس حفنة من الناس معاً وتتبادل الكلام وتنتهي الى صفقة. لن يقوم أحد على الإطلاق بمثل هذا. ما يمكن أن يحدث هو أن يطول التحقيق وتطول معه المحكمة من دون وضع أحد أمامها، وعندئذ يزول اهتمام الناس بالمسألة وينسونها برمتها.
> تعني ان ما يهددها هو أن ينساها الناس?
- نعم، أعني أن يفقد الناس اهتمامهم. أعني، اليوم في ألمانيا - ولربما ايضاً في الولايات المتحدة - الاهتمام بقضية الحريري لم يعد اهتماماً عالياً. حتى في الصحافة اللبنانية، يبدو لي أن الاهتمام بهذه القضية اقل مما كان عليه قبل 4 سنوات. وبالتالي، إذا سارت الأمور من دون محاكمة ومن دون مثول الأفراد المشتبه بهم أمام المحكمة، سينحسر اهتمام الناس والحكومات. ومثل هذا الأمر قد يحدث.
> وهل تبقى المحكمة، كما قلت، إصبع الاتهام المرفوع في وجه الأفراد أو الحكومات أو المنظمات أو الهيئات المتورطة في الاغتيالات?
- نعم، الى حد ما، بالتأكيد. فطالما ان هناك محكمة، فهي أداة (قانونية) جاهزة ومجهزة. ولهذا، انها بالتأكيد جيدة. وآمل أن تبقى المحكمة قائمة الى الأمد البعيد الذي تحتاجه.
> في صميمك، سيد ميليس، في صميم قلبك، هل تشعر انك تعرف الحقيقة وراء هذه الاغتيالات?
- اعتقد، نعم. نعم. نعم. ان الصورة جلية تماماً في ذهني. نعم، لدي صورة واضحة تماماً. إنما بالطبع، هناك حاجة الى أدلة قضائية لتقديم الصورة بكاملها أمام المحكمة. ودعيني أضيف، راغدة، ان لدى بدئي بالتحقيق لم يكن في ذهني أي صورة. فقد كنا منفتحين على كل الجهات، وحقّقنا في كل احتمال. وكما قال المحقق الكبير في فريقي - المحقق السويدي - عندما يبدأ المرء بالتحقيق، أمامه عشرة أبواب مشرّعة، فيغلق باباً وراء الآخر. وفي النهاية يبقى باب واحد مفتوحاً.
> وما هي تلك الحقيقة، سيد ميليس?
- اعذريني، ليست لدي الصلاحية ولا الاستعداد للبوح بها. ولا منطق في قيامي الآن بالتعبير عن آرائي شخصياً في العلن.
> وهل تثق بأن العدالة ستأخذ مجراها?
- آمل ذلك. نعم.

No comments:

Background - خلفية

On 13 December 2005 the Government of the Lebanese Republic requested the UN to establish a tribunal of an international character to try all those who are alleged responsible for the attack of 14 february 2005 that killed the former Lebanese Prime Minister Rafiq Hariri and 22 others. The United Nations and the Lebanese Republic consequently negotiated an agreement on the establishment of the Special Tribunal for Lebanon.

Liens - Links - مواقع ذات صلة

The Washington Institute for Near East Policy, David Schenker , March 30, 2010 . Beirut Spring: The Hariri Tribunal Goes Hunting for Hizballah


Frederic Megret, McGill University, 2008. A special tribunal for Lebanon: the UN Security Council and the emancipation of International Criminal Justice


International Center for Transitional Justice Handbook on the Special Tribunal for Lebanon, April 10, 2008


United Nations
Conférence de presse de Nicolas Michel, 19 Sept 2007
Conférence de presse de Nicolas Michel, 27 Mars 2008


Département d'Etat américain
* 2009 Human Rights report
* 2008 Human Rights report
* 2007 Human Rights report
* 2006 Human Rights report
* 2005 Human Rights report



ICG - International Crisis Group
The Hariri Tribunal: Separate the Political and the Judicial, 19 July, 2007. [Fr]


HCSS - Hague Centre for strategic studies
Hariri, Homicide and the Hague


Human Rights Watch
* Hariri Tribunal can restore faith in law, 11 may 2006
* Letter to Secretary-General Kofi Annan, april 27, 2006


Amnesty International
* STL insufficient without wider action to combat impunity
* Liban : le Tribunal de tous les dangers, mai 2007
* Jeu de mecano


Courrier de l'ACAT - Wadih Al Asmar
Le Tribunal spécial pour le Liban : entre espoir et inquiétude


Georges Corm
La justice penale internationale pour le Liban : bienfait ou malediction?


Nadim Shedadi and Elizabeth Wilmshurt, Chatham House
The Special Tribunal for Lebanon : the UN on Trial?, July 2007


Issam Michael Saliba, Law Library of Congress
International Tribunals, National Crimes and the Hariri Assassination : a novel development in International Criminal Law, June 2007


Mona Yacoubian, Council on Foreign Relations
Linkages between Special UN Tribunal, Lebanon, and Syria, June 1, 2007