Alanwar - Hariri Court in La Haye, July 25, 2007.
الأربعاء 25 تموز 2007
الأولى
محكمة العصر في لاهاي وبراميرتس يُفجِّر (قنبلة الحقيقة)
كتب المحلل السياسي:(لاهاي لناظريها قريبة)، هذا هو لسان حال المعنيين بالمحكمة الخاصة ذات الطابع الدولي التي ستنظر في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري.القضية موضوعة على نار حامية: اتُخذ قرار بإنشاء المحكمة وفق البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة، اختار مجلس الوزراء اللبناني أثني عشر قاضياً وبعث بأسمائهم الى مجلس الأمن الدولي ليختار منهم أربعة، أبلغ الأمين العام للأمم المتحدة الى الحكومة اللبنانية اختيار لاهاي كمقر للمحكمة.وتبقى الخطوات التالية:- تمويل عمل المحكمة، وهذا أمرٌ تمّ بتّه وفق آلية لا تُرهق خزينة الدولة اللبنانية.- انتقال القضاة الأربعة الذين سيُقرُّ الرأي عليهم، الى هولندا مع عائلاتهم، وهذه الخطوة بوشر بها على مستوى تأمين أمكنة اقامتهم ورواتبهم.- الإستعدادات لنقل الموقوفين الأربعة وفق عملية أمنية معقَّدة تُنهي حال السجال المتمادي بين بعضٍ منهم وبين القضاء اللبناني.- التحضير لنقل الشهود والذين لن يُكشَف عن أسمائهم إلا بعد أن تحط الطائرة التي ستُقلّهم في أحد المطارات الهولندية.
في غضون ذلك يكون مجلس الأمن الدولي قد سمَّى المدّعي العام في المحكمة الدولية والذي يُتوقَّع أن يكون من دولة محايدة، وبعد هذه الخطوة يُقدِّم المحقق الدولي سيرج براميرتس تقريره الأخير الى مجلس الأمن والى المدّعي العام، وهو التقرير الذي سيُشكِّل (قنبلة التحقيق) لأنه سيتضمن أسماء المشتبه بهم والمتهمين، مع كل القرائن والأدلة والإثباتات.التقرير الأخير سيتضمن عصارة ما توصَّل اليه براميرتس وسيُشكِّل أكبر مفاجأة في سير التحقيق لأنه سيتضمَّن كلَّ شيء بحيث سيُفاجئ الكثيرين ولا سيما منهم الموقوفون ومحامو الدفاع.
* * *
خلفيات المفاجأة ان براميرتس يكاد أن يُنهي تحقيقاته وتوصَّل الى كل شيء، وهو بالتالي لم يعد بحاجة الى استجواب (المشتبه بهم) لأن ما توصَّل اليه يُغنيه عن مشقة الإستماع اليهم مجدداً.فقد اعتمد براميرتس خطةً في غاية الحنكة، فهو واصل عمله وفق توقيت مجلس الأمن الدولي بمعنى انه ارتأى عدم كشف ما يملك من معلومات، في تقاريره، لئلا يؤدي هذا الكشف الى عرقلة خطوات مجلس الأمن الدولي، وثمة مَن يؤكد انه لو ان مجلس الأمن الدولي أنجز كل خطواته لكان تقرير براميرتس ما قبل الأخير هو التقرير الأخير بعد أن يكون قد ضمَّنه كل ما يملك من معلومات. هذه الحال من الإنتظار (المدروس) أوقعت بعض الموقوفين في فخ التحامل على القضاء اللبناني بذريعة التوقيف من دون قرينة ولدفع المحقق الدولي او استدراجه الى كشف ما يملك قبل أوانه، لكن ثبات مدعي عام التمييز على قراره، وتصميم وزير العدل على السير بالقضية الى النهاية، أحبط من العزائم وكشف المناورات.لاهاي لناظريها قريبة، وفي الخريف موعد انطلاق المحكمة وستسقط الأوراق الصُفر، وتصفرُّ وجوه.
No comments:
Post a Comment