لخميس 17 نيسان 2008 العدد – 503
محليات
باران: الصدّيق ليس قضيّتنا ولسنا مَن يدقّق في جدّية شهادته
نقولا ناصيفعلى أبواب ترؤسها الاتحاد الأوروبي من الأول من تموز المقبل وحتى 31 كانون الأول، واستعدادها أيضاً، في ظل هذه الرئاسة، لإطلاق الاتحاد المتوسطي الذي يجمع دول شمال المتوسط بجنوبه، في قمة الاتحاد الأوروبي المقرّر انعقادها في باريس في 13 تموز، تتحرّك باريس بحذر، ولكن بخطى هادئة وواضحة. الاثنين المقبل يستقبل الرئيس نيكولا ساركوزي نظيره المصري حسني مبارك للبحث في شؤون المنطقة، وأحد فصولها لبنان. وفي 22 نيسان يلتئم في الكويت اجتماع دول جوار العراق، وعلى هامشه ـــــ بدعوة من فرنسا ـــــ يعقد اجتماع يخصص لمناقشة الأزمة اللبنانية. إلا أنها تحرص باستمرار على التأكيد أن أي تحرّك راهن تقدم عليه يظلّ تحت سقف المبادرة العربية التي يقول عنها القائم بأعمال السفارة في بيروت أندره باران إنها لم تمت. إلا أن ذلك يشير في رأيه إلى استبعاد أي بحث في الوقت الحاضر في أفكار جديدة حيال لبنان، أو مبادرة فرنسية ـــــ عربية، أو مبادرة أوروبية ـــــ عربية، بما في ذلك مغزى الاجتماع عن لبنان على هامش اجتماع الكويت. في هذا النطاق فحسب، يقول باران، فإن فرنسا مستعدة لتقديم المساعدة.لكن رئيس الدبلوماسية الفرنسية في بيروت يستدرك قائلاً إن هذا اللقاء ليس مؤتمراً دولياً بشأن لبنان بالنظر إلى الدول التي تفكر فرنسا في توجيه الدعوة إليها. حتى الآن دعت ـــــ أو ستدعو ـــــ الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ممثلاً بالمفوض الأعلى للأمن والسياسة الخارجية خافيير سولانا وإيطاليا وربما روسيا، وكذلك مصر والسعودية والأردن والجامعة العربية. ومع أن سوريا وإيران، وهما دولتان مؤثرتان في الوضع اللبناني الداخلي لم تُوجّه إليهما دعوة بعد، ولم يتقرّر استثناؤهما نهائياً من الدعوة، فإن اللقاء بشأن لبنان ـــــ وفق ما يحبّذ باران وصفه ـــــ يهدف إلى تبادل آراء في الأزمة في هذا البلد، وتبادل الأفكار بين الدول المشاركة فيه، وكلها معنية بطريقة أو بأخرى بأزمته، وفي ضوء ما استقته الخارجية الفرنسية من سفاراتها لدى الدول المدعوة، لم تجب كلها بعد. أول مَن رحب كان السعودية. ولم تتلقَّ سفارة باريس في عمان بعد تأكيداً نهائياً للحضور.وينظر باران إلى لقاء لبنان على أنه اجتماع عمل عادي يتوخى دعم المبادرة العربية والتركيز عليها على أنها الحلّ الأفضل لإنهاء الأزمة اللبنانية، ولا يسعى إلى ممارسة ضغوط على سوريا. بيد أنه حدّد موقف حكومته من الأزمة اللبنانية وفق المعطيات الآتية:1 ـــــ تشجّع باريس الحوار الداخلي وتستحسنه على كل المستويات، لكنها لا تعتقد أنه كافٍ لحل الأزمة ما لم يقترن بحوار إقليمي، عربي ـــــ عربي. يقول باران إنه لم يسمع الغالبية النيابية ترفض دعوة الرئيس نبيه برّي إلى طاولة حوار وطني في المطلق. قالت نعم ولكن. وهي تريد حواراً يؤدي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية. في المقابل تريد المعارضة الحوار وفق ضمانات أخرى سوى انتخاب رئيس جديد. إذاً يجد الموقفين متباعدين جداً. واقع الأمر اليوم أن لا حوار دائراً بين اللبنانيين، وهو تصرّف مؤسف، ولا بد من مبادرة في هذا الشأن. يرسم المعادلة الآتية: قد لا يؤدي الحوار إلى شيء مهم، ولكنه أفضل بكثير من عدم حصوله، لكون انقطاع الحوار يفضي إلى أضرار بالغة. وإذا أصرّ الطرفان على شروطهما، فلن يكون الحلّ متاحاً.2 ـــــ إذ أسف لخروج القمة العربية الأخيرة في دمشق بفريقين عربيين، شدّد باران على ضرورة تعزيز الدور العربي لحل الأزمة. قبل المبادرة كان العرب غائبين عما يجري في لبنان إلى حدّ ما. الآن هم منخرطون في معالجة الأزمة، ويبدون اهتماماً كبيراً لا ينبغي عدم إهماله فحسب، بل أيضاً مؤازرته ودعم جهود الجامعة العربية.3 ـــــ يربط فائدة انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب لمناقشة ملف العلاقات اللبنانية ـــــ السورية، على نحو ما يطالب به لبنان، بحضور سوريا هذا الاجتماع، لكونها المعني الأساسي بالأزمة اللبنانية. إلا أن باريس لا تعرف إن كانت دمشق تريد حضور اجتماع كهذا لمناقشة الموضوع. لكنّ ذلك يوجب في أي حال إرادة إجراء حوار على كل المستويات وأخصّها الإقليمي.4 ــــ عبّر عن قلقه من الموقف الأخير لقائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي لوّح بمباشرة تقاعده في 21 آب المقبل، قبل شهرين من الموعد الفعلي لهذا التقاعد. وفي ضوء ما بلغ إلى الدبلوماسية الفرنسية، فإن البديل هو أحد خيارات ثلاثة إذا أصر سليمان على موقفه، مع أمل باران في ثني القائد عن موعد 21 آب على الأقل. أول البدائل المطروحة تولي رئيس الأركان العامة وكالة قيادة الجيش إلى حين انتخاب خلف للقائد الحالي، وثانيها تعيين حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بالاتفاق مع المعارضة قائداً جديداً للجيش، وثالثها استعادة تجربة القائد السابق للجيش العماد إسكندر غانم عام 1971 ـــــ كما قيل للدبلوماسي الفرنسي ـــــ عندما استدعي من الاحتياط، وكان ضابطاً متقاعداً وعيّن قائداً للجيش خلفاً للعماد جان نجيم الذي قتل في سقوط طوافته. وبحسب ما بلغ باران، فإن في الإمكان انتظار وصول سليمان إلى تقاعده قانوناً، ليُصار على الأثر إلى استدعائه من الاحتياط بصفته ضابطاً متقاعداً ويُعيّن قائداً للجيش إلى حين التوصّل إلى حلّ للأزمة الداخلية. على أن القائم بالأعمال الفرنسي استعجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية وفق ما نصّت عليه المبادرة العربية لتفادي ذلك كله.وعندما يُسأل عن موقف حكومته من اختفاء الشاهد الغامض محمد زهير الصدّيق، يقول إن الرجل ليس قضية فرنسية، وإن الإعلام والصحافة ضخّما مشكلته أكثر مما يقتضي. فهو ليس ملاحقاً ولا مراقباً من السلطات الفرنسية التي لا ترى نفسها معنية به. وهو مَن طلب تأمين حماية له من الشرطة الفرنسية لشعوره بالخوف والتهديد. أتى إلى فرنسا كي يدلي بشهادته أمام لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فكان أن قدمت فرنسا مساعدتها من أجل أن يدلي بشهادته هذه على الأراضي الفرنسية، وانتهى الأمر عند هذا الحدّ. إلا أن الصدّيق طلب البقاء فيها. وهو حرّ في أن يبقى أو أن يغادر، وسبق له أن غادر مقرّ إقامته في شاتو، في الضاحية المترفة لباريس، أكثر من مرة. كذلك رفض القضاء الفرنسي تسليمه إلى السلطات اللبنانية مرتين على التوالي اعتقاداً منه بأن لا ضمانات يمكن أن يوفّرها لبنان كي لا يعدم هذا الشاهد.يذهب باران إلى أبعد من ذلك. يقول إنه غير متأكد ممّا إذا كان الصدّيق هو شاهد ملك بعدما نعتته الصحافة بهذه العبارة، أو هو شاهد عادي كسواه من الشهود، لا يعرف أهمية شهادته، استدعته لجنة التحقيق الدولية للشهادة لآخر مرة قبل سنتين، ومذّاك لم تطلب الاستماع إليه. لجنة التحقيق الدولية، لا فرنسا، مَن يراه شاهداً صادقاً أو كاذباً، ومَن يدقق في صحة شهادته وجدّيتها. يضيف القائم بالأعمال الفرنسي أن الشاهد الملك متوارٍ ولا تعرف حكومته مكان وجوده، من غير أن يعني ذلك أنه اختفى. في أي حال ليس لها أن تمنع مغادرته الأراضي الفرنسية لأنه ليس ملاحقاً منها.يخلص باران إلى انطباع أقرب إلى التشاؤم منه إلى التفاؤل. لا يتوقع حلاً قريباً للأزمة اللبنانية. ولا يتردّد في القول إنه مصدوم من تراجع الوضع الداخلي. كلما تراجع أضحى الحلّ صعباً ومستعصياً. وإذ يختار عبارته بعناية، يقول إنه غير متفائل كي لا يوصف بالتشاؤم. الوضع بالنسبة إليه مجمّد تماماً، في لبنان والمنطقة. ولكل من أطراف النزاع رهان على أسباب لتأخر الحلول، سواء في انتظار الانتخابات الرئاسية الأميركية، أو في انتظار نجاح الحوار العربي ـــــ العربي. لا يرى حرباً إقليمية في المدى القريب، ولا يستطيع التكهّن بما هو أبعد من ذلك. حجته أن اللاعبين المعنيين لا يريدون المجازفة في الوقت الحاضر باضطراب كبير في المنطقة، ولا مصلحة لهم فيه.أما عن المستقبل، فيقول باران إنه لا يعرف.
محليات
باران: الصدّيق ليس قضيّتنا ولسنا مَن يدقّق في جدّية شهادته
نقولا ناصيفعلى أبواب ترؤسها الاتحاد الأوروبي من الأول من تموز المقبل وحتى 31 كانون الأول، واستعدادها أيضاً، في ظل هذه الرئاسة، لإطلاق الاتحاد المتوسطي الذي يجمع دول شمال المتوسط بجنوبه، في قمة الاتحاد الأوروبي المقرّر انعقادها في باريس في 13 تموز، تتحرّك باريس بحذر، ولكن بخطى هادئة وواضحة. الاثنين المقبل يستقبل الرئيس نيكولا ساركوزي نظيره المصري حسني مبارك للبحث في شؤون المنطقة، وأحد فصولها لبنان. وفي 22 نيسان يلتئم في الكويت اجتماع دول جوار العراق، وعلى هامشه ـــــ بدعوة من فرنسا ـــــ يعقد اجتماع يخصص لمناقشة الأزمة اللبنانية. إلا أنها تحرص باستمرار على التأكيد أن أي تحرّك راهن تقدم عليه يظلّ تحت سقف المبادرة العربية التي يقول عنها القائم بأعمال السفارة في بيروت أندره باران إنها لم تمت. إلا أن ذلك يشير في رأيه إلى استبعاد أي بحث في الوقت الحاضر في أفكار جديدة حيال لبنان، أو مبادرة فرنسية ـــــ عربية، أو مبادرة أوروبية ـــــ عربية، بما في ذلك مغزى الاجتماع عن لبنان على هامش اجتماع الكويت. في هذا النطاق فحسب، يقول باران، فإن فرنسا مستعدة لتقديم المساعدة.لكن رئيس الدبلوماسية الفرنسية في بيروت يستدرك قائلاً إن هذا اللقاء ليس مؤتمراً دولياً بشأن لبنان بالنظر إلى الدول التي تفكر فرنسا في توجيه الدعوة إليها. حتى الآن دعت ـــــ أو ستدعو ـــــ الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ممثلاً بالمفوض الأعلى للأمن والسياسة الخارجية خافيير سولانا وإيطاليا وربما روسيا، وكذلك مصر والسعودية والأردن والجامعة العربية. ومع أن سوريا وإيران، وهما دولتان مؤثرتان في الوضع اللبناني الداخلي لم تُوجّه إليهما دعوة بعد، ولم يتقرّر استثناؤهما نهائياً من الدعوة، فإن اللقاء بشأن لبنان ـــــ وفق ما يحبّذ باران وصفه ـــــ يهدف إلى تبادل آراء في الأزمة في هذا البلد، وتبادل الأفكار بين الدول المشاركة فيه، وكلها معنية بطريقة أو بأخرى بأزمته، وفي ضوء ما استقته الخارجية الفرنسية من سفاراتها لدى الدول المدعوة، لم تجب كلها بعد. أول مَن رحب كان السعودية. ولم تتلقَّ سفارة باريس في عمان بعد تأكيداً نهائياً للحضور.وينظر باران إلى لقاء لبنان على أنه اجتماع عمل عادي يتوخى دعم المبادرة العربية والتركيز عليها على أنها الحلّ الأفضل لإنهاء الأزمة اللبنانية، ولا يسعى إلى ممارسة ضغوط على سوريا. بيد أنه حدّد موقف حكومته من الأزمة اللبنانية وفق المعطيات الآتية:1 ـــــ تشجّع باريس الحوار الداخلي وتستحسنه على كل المستويات، لكنها لا تعتقد أنه كافٍ لحل الأزمة ما لم يقترن بحوار إقليمي، عربي ـــــ عربي. يقول باران إنه لم يسمع الغالبية النيابية ترفض دعوة الرئيس نبيه برّي إلى طاولة حوار وطني في المطلق. قالت نعم ولكن. وهي تريد حواراً يؤدي إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية. في المقابل تريد المعارضة الحوار وفق ضمانات أخرى سوى انتخاب رئيس جديد. إذاً يجد الموقفين متباعدين جداً. واقع الأمر اليوم أن لا حوار دائراً بين اللبنانيين، وهو تصرّف مؤسف، ولا بد من مبادرة في هذا الشأن. يرسم المعادلة الآتية: قد لا يؤدي الحوار إلى شيء مهم، ولكنه أفضل بكثير من عدم حصوله، لكون انقطاع الحوار يفضي إلى أضرار بالغة. وإذا أصرّ الطرفان على شروطهما، فلن يكون الحلّ متاحاً.2 ـــــ إذ أسف لخروج القمة العربية الأخيرة في دمشق بفريقين عربيين، شدّد باران على ضرورة تعزيز الدور العربي لحل الأزمة. قبل المبادرة كان العرب غائبين عما يجري في لبنان إلى حدّ ما. الآن هم منخرطون في معالجة الأزمة، ويبدون اهتماماً كبيراً لا ينبغي عدم إهماله فحسب، بل أيضاً مؤازرته ودعم جهود الجامعة العربية.3 ـــــ يربط فائدة انعقاد اجتماع وزراء الخارجية العرب لمناقشة ملف العلاقات اللبنانية ـــــ السورية، على نحو ما يطالب به لبنان، بحضور سوريا هذا الاجتماع، لكونها المعني الأساسي بالأزمة اللبنانية. إلا أن باريس لا تعرف إن كانت دمشق تريد حضور اجتماع كهذا لمناقشة الموضوع. لكنّ ذلك يوجب في أي حال إرادة إجراء حوار على كل المستويات وأخصّها الإقليمي.4 ــــ عبّر عن قلقه من الموقف الأخير لقائد الجيش العماد ميشال سليمان الذي لوّح بمباشرة تقاعده في 21 آب المقبل، قبل شهرين من الموعد الفعلي لهذا التقاعد. وفي ضوء ما بلغ إلى الدبلوماسية الفرنسية، فإن البديل هو أحد خيارات ثلاثة إذا أصر سليمان على موقفه، مع أمل باران في ثني القائد عن موعد 21 آب على الأقل. أول البدائل المطروحة تولي رئيس الأركان العامة وكالة قيادة الجيش إلى حين انتخاب خلف للقائد الحالي، وثانيها تعيين حكومة الرئيس فؤاد السنيورة بالاتفاق مع المعارضة قائداً جديداً للجيش، وثالثها استعادة تجربة القائد السابق للجيش العماد إسكندر غانم عام 1971 ـــــ كما قيل للدبلوماسي الفرنسي ـــــ عندما استدعي من الاحتياط، وكان ضابطاً متقاعداً وعيّن قائداً للجيش خلفاً للعماد جان نجيم الذي قتل في سقوط طوافته. وبحسب ما بلغ باران، فإن في الإمكان انتظار وصول سليمان إلى تقاعده قانوناً، ليُصار على الأثر إلى استدعائه من الاحتياط بصفته ضابطاً متقاعداً ويُعيّن قائداً للجيش إلى حين التوصّل إلى حلّ للأزمة الداخلية. على أن القائم بالأعمال الفرنسي استعجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية وفق ما نصّت عليه المبادرة العربية لتفادي ذلك كله.وعندما يُسأل عن موقف حكومته من اختفاء الشاهد الغامض محمد زهير الصدّيق، يقول إن الرجل ليس قضية فرنسية، وإن الإعلام والصحافة ضخّما مشكلته أكثر مما يقتضي. فهو ليس ملاحقاً ولا مراقباً من السلطات الفرنسية التي لا ترى نفسها معنية به. وهو مَن طلب تأمين حماية له من الشرطة الفرنسية لشعوره بالخوف والتهديد. أتى إلى فرنسا كي يدلي بشهادته أمام لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فكان أن قدمت فرنسا مساعدتها من أجل أن يدلي بشهادته هذه على الأراضي الفرنسية، وانتهى الأمر عند هذا الحدّ. إلا أن الصدّيق طلب البقاء فيها. وهو حرّ في أن يبقى أو أن يغادر، وسبق له أن غادر مقرّ إقامته في شاتو، في الضاحية المترفة لباريس، أكثر من مرة. كذلك رفض القضاء الفرنسي تسليمه إلى السلطات اللبنانية مرتين على التوالي اعتقاداً منه بأن لا ضمانات يمكن أن يوفّرها لبنان كي لا يعدم هذا الشاهد.يذهب باران إلى أبعد من ذلك. يقول إنه غير متأكد ممّا إذا كان الصدّيق هو شاهد ملك بعدما نعتته الصحافة بهذه العبارة، أو هو شاهد عادي كسواه من الشهود، لا يعرف أهمية شهادته، استدعته لجنة التحقيق الدولية للشهادة لآخر مرة قبل سنتين، ومذّاك لم تطلب الاستماع إليه. لجنة التحقيق الدولية، لا فرنسا، مَن يراه شاهداً صادقاً أو كاذباً، ومَن يدقق في صحة شهادته وجدّيتها. يضيف القائم بالأعمال الفرنسي أن الشاهد الملك متوارٍ ولا تعرف حكومته مكان وجوده، من غير أن يعني ذلك أنه اختفى. في أي حال ليس لها أن تمنع مغادرته الأراضي الفرنسية لأنه ليس ملاحقاً منها.يخلص باران إلى انطباع أقرب إلى التشاؤم منه إلى التفاؤل. لا يتوقع حلاً قريباً للأزمة اللبنانية. ولا يتردّد في القول إنه مصدوم من تراجع الوضع الداخلي. كلما تراجع أضحى الحلّ صعباً ومستعصياً. وإذ يختار عبارته بعناية، يقول إنه غير متفائل كي لا يوصف بالتشاؤم. الوضع بالنسبة إليه مجمّد تماماً، في لبنان والمنطقة. ولكل من أطراف النزاع رهان على أسباب لتأخر الحلول، سواء في انتظار الانتخابات الرئاسية الأميركية، أو في انتظار نجاح الحوار العربي ـــــ العربي. لا يرى حرباً إقليمية في المدى القريب، ولا يستطيع التكهّن بما هو أبعد من ذلك. حجته أن اللاعبين المعنيين لا يريدون المجازفة في الوقت الحاضر باضطراب كبير في المنطقة، ولا مصلحة لهم فيه.أما عن المستقبل، فيقول باران إنه لا يعرف.
No comments:
Post a Comment