Alanwar - The generals might be transfered to Tripoli, April 24, 2008
المحلل السياسي
وقائع من حملة اطلاق الضباط الأربعة والرد بإمكان نقلهم إلى سجن القبة في طرابلس
كتب المحلل السياسي: للإنصاف، صار بالإمكان الحديث عن (صامتيَن أكبريَن) في لبنان وليس فقط عن (صامت أكبر) واحد الذي هو المؤسسة العسكرية، والثاني مؤسسة قوى الأمن الداخلي وعلى رأسها اللواء أشرف ريفي الذي أقلّ ما يقال عنه إنه الصامت الأكبر الذي يعمل بمناقبية عالية مع ضباطه وأفرادِهِ إنطلاقاً من خطة استراتيجية واضحة ولا يتأثر بالإنفعالات وردات الفعل والإستفزازات وحتى التهديدات، والمؤسسة كلما حققت تقدُّماً في مكانٍ ما وزمانٍ ما، كلما تضاعفت الحملة عليها، وبدلاً من أن ترد يزداد صمتها وتزداد في المقابل إجراءاتها وفاعليتها. * * * أحد الأسباب الكبرى للحملة على قوى الأمن الداخلي رتباء وضباطا وأفراداً إنها تضطلع بملف من أكثر الملفات تعقيداً ودقةً وخطورةً في تاريخ لبنان المعاصر وفي تاريخ هذه المؤسسة بالذات، وهو ملف توقيف الضباط الأربعة (المشتبه بهم) في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. أثيرت ضجة عند التوقيف، ثم أثيرت ضجة عن مكان التوقيف، ثم أثيرت ضجة حين تمَّ نقلهم إلى سجن رومية، واليوم تُثار ضجة لإطلاقهم. قوى الأمن الداخلي تُدرِك جيداً خلفيات هذه الضجة، وهي منذ اليوم الأوَّل قطعت الطريق على المزايدات فوفَّرت معاملة لهؤلاء (المشتبه بهم) لم يحظَ بمثيلها أي موقوف في العالم حتى لو كان في سجن في السويد. سمحت بمقابلات مع عائلاتهم ومحاميهم لمدة نصف ساعة خلف الزجاج العازل لكل مقابلة، وضعت بتصرف كلٍّ منهم تلفازاً مع صحن لاقط دشّ فضائياً يتّسع لـ 86 محطة أي ما يعادل ثلثي مجلس النواب من موازنة المؤسسة، كذلك الأمر بالنسبة الى الاتصالات الهاتفية الأسبوعية مع ذوي القربى علماً إن هذا الإجراء يُفتَرَض أن يكون على حساب الموقوف، تساهلت في السماح للموقوفين بإصدار البيانات والتصريحات وحتى (التهديدات) في حق القضاء والقضاة، لكن الأمر لم يَعُد يُحتَمَل حين بدأت حملة منظَّمة ومدروسة وتأخذ منحى تصاعدياً من سياسيين وتيارات تُطالب بإطلاق الضباط الأربعة، لم تقتصر هذه الحملة على التصريحات والبيانات والمؤتمرات الصحافية، بل توسعت لتشمل تنظيم المهرجانات على إنهم (معتقلون سياسيون أو مخطوفون). * * * بإزاء هذه الحملة حافظت مؤسسة قوى الأمن الداخلي على صمتها متسلِّحة بمعطيات وتوجُّسات، وهو ما يحكم عملها وأداءها وليس الإنفعال أو ردات الفعل، فهي تملك معطيات موثوقة وموثقة عن خلفيات هذه الحملة والجهات التي تقف وراءها ومصادر تمويلها (المتنوعة)، فمنها ما يُموَّل من جهات نافذة، ومنها ما يُموَّل من (حساب عائلي)، بالشراكة مع رجل أعمال نتحفظ عن ذِكر إسمه، ومن المعطيات التي تملكها هذه المؤسسة في (تهيئة الجو) وفي (إستكمال) هذا الجو مع شريط أبو عدس (توزيعاً وتسويقاً)، هذه المعطيات تحفظها المؤسسة الى حين بدء المحاكمة. أما التوجسات فمن تهويل البعض، ولو همساً، بإطلاق الضباط الأربعة بالقوة! هنا أيضاً بقيت المؤسسة صامتة لكنها لم تقف مكتوفة اليدَين بل إتخذت إجراءات عملانية أبقتها في دائرة السريّة وهي تجهيز أربع غرف في سجن القبة في طرابلس، وفي حال رأت أن الحملة ستتصاعد، فإن اللبنانيين سيستفيقون يوماً وقد أصبح الضباط الأربعة في سجن القبة، وهناك لا تجهيزات ولا تسهيلات في الإتصالات ولا بيانات وتصريحات وتهديدات للقضاء وللقضاة. * * * وفي استكمالٍ لهذا المشهد، تبقى المؤسسة تعرف ماذا تفعل وتُحصِّن خطواتها وصولاً إلى(اليوم الكبير) بنقل الضباط الأربعة إلى الخارج بعد مهلة حدها الأقصى ستة أشهر ويدخل تاريخها في باب السرّي جداً حفاظاً أولاً على سلامتهم وعلى نجاح العملية وبدء المحاكمات.
No comments:
Post a Comment