Almustaqbal - Lebanese ambassador to the Security Council : the Truth about Hariri assassination, 10 april 2008
ألقى كلمة لبنان أمام مجلس الأمن الدولي
سلام: معرفة الحقيقة في جريمة اغتيال الحريريتضع حداً للإرهاب وتعيد الاستقرار الى لبنان
المستقبل - الخميس 10 نيسان 2008 - العدد 2929 - شؤون لبنانية - صفحة 2
أكد مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة السفير نواف سلام "أن التضحيات الكبيرة التي يقدمها لبنان في سبيل حريته لا يوازيها إلا العزم من خلال لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري على معرفة الحقيقة والمخططين والمنفذين والمشاركين في الجريمة وسائر الجرائم التي أعقبتها، لمنع تمادي الإرهابيين في جرائمهم وإعادة الأمن والاستقرار الى لبنان".وقال في كلمة لبنان خلال الجلسة التي عقدها مجلس الأمن الدولي لمناقشة التقرير العاشر للجنة التحقيق الدولية المستقلة في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد ورفاقه:"السيد الرئيس اسمحوا لي أولاً أن أتقدم باسم وفد لبنان بالتهنئة لكم ولوفد بلادكم الصديق لتروسكم أعمال المجلس لهذا الشهر، وأن أعرب عن فائق التقدير للجهود التي بذلها وفد روسيا أثناء توليه أعمال المجلس خلال الشهر الماضي".أضاف: "نجتمع اليوم لمناقشة التقرير العاشر لأعمال لجنة التحقيق الدولية المستقلة في جريمة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري ورفاقه، وقد تعرض لبنان منذ صدور التقرير السابق للجنة الى جريمتين جديدتين، الأولى استهدفت اللواء فرنسوا الحاج والثانية الرائد وسام عيد، فسقطا شهيدين ومعهما عدد جديد من الضحايا المدنيين. وبذلك ارتفع عدد الجرائم التي تقدم اللجنة المساعدة التقنية للسلطات اللبنانية للتحقيق فيها الى 20، وكلها أعمال إرهابية سعت الى استباحة الأمن في لبنان وزعزعة استقراره، عبر استهداف أصحاب الرأي الحر ومسؤولين سياسيين وقياديين في المؤسستين العسكرية والأمنية، ومدنيين أبرياء في أحيائهم السكنية الآمنة كما في أماكن عملهم. وقد أودى هذا المسلسل الإرهابي الجبان بحياة 61 شخصاً وأدى الى جرح ما لا يقل عن 494 آخرين. ولا يسعنا هنا إلا أن نذكر كيف أن يد الإرهاب الآثمة امتدت أيضاً لتطال عناصر من قوات اليونيفيل المولجة حفظ السلام في جنوب لبنان ولتستهدف أعضاء في السلك الديبلوماسي المعتمد في لبنان".وقال: "السيد الرئيس، تضحيات كبيرة يقدمها لبنان في سبيل حريته، لا يوازيها إلا عزمنا وعزمكم معنا، من خلال لجنة التحقيق، على معرفة الحقيقة، معرفة المخططين والمنفذين والمشاركين في هذه الجرائم. تضحيات كبيرة يقدمها لبنان في سبيل حريته، لا يوازيها إلا إصرارنا وإصراركم معنا، من خلال إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي، على ألا يفلت المجرمون من العقاب.ما كان سعينا يوماً إلى الحقيقة من أجل الثأر أو الانتقام، بل لأن في معرفة الحقيقة ما يساعد شعبي على بلسمة جراحه الناجمة عن هذا المسلسل الإرهابي. ونحن في ذلك نسير على الدرب الذي تعرفونه أنتم أكثر من غيركم، حيث أن لبلدكم الكبير، جنوب افريقيا، تجربة رائدة مع المطران دزموند توتو في تأكيد أهمية دور الحقيقة في التغلب على الآلام التي عانى منها شعبكم العزيز. ومثلما أن الحقيقة سمحت عندكم، على حد قول الرئيس نيلسون مانديلا، في صياغة فهم مشترك لماضي بلادكم، فنحن أيضاً نأمل أن تساعدنا الحقيقة في الوصول إلى فهم مشترك لهذه الحقبة من تاريخ بلادنا.وأيضاً ما كان سعينا يوماً إلى إنشاء المحكمة ذات الطابع الدولي إلا العمل على تحقيق العدالة، ما يردع الإرهابيين عن التمادي في إجرامهم ويساهم في عودة الاستقرار والأمن إلى بلادي وإعادة الشعور بالأمان إلى نفوس أبنائه".أضاف: "السيد الرئيس، استمعنا بانتباه شديد إلى العرض الذي قدمه المفوض دانيال بيلمار، وأود أولاً أن أكرر له باسم الحكومة اللبنانية التهنئة على توليه منصبه كمفوص للجنة، وأن أنقل إليه خالص التقدير للحسّ القيادي الذي يتحلى به وللمهنية العالية التي يبديها منذ توليه رئاسة أعمال اللجنة مطلع العام الجاري. واسمحوا لي كذلك أن أعرب عن عميق الشكر لجميع العاملين في إطار اللجنة على ما يقومون به من عمل يستحق كل الثناء.وفي ما يتعلق بمضمون عرض السيد بيلمار وكذلك مضمون التقرير العاشر للجنة الذي رفعه الأمين العام إلى مجلسكم الكريم، يهمني أن أسجل باسم وفد بلادي الملاحظات التالية:أولاً: نشيد بعزيمة اللجنة مفوضاً وفريقاً على المثابرة في عملهم وسط ظروف أمنية صعبة ونجاحهم رغم ذلك في مضاعفة عدد طلبات المساعدة التي تقدمت بها اللجنة إلي لبنان وإلى دول أخرى من 123 طلباً إلى 256. كما نرحّب بالمرونة التي اعتمدتها اللجنة في شأن طلبات المساعدة هذه وباستعانتها بعدد أكبر من المختبرات الدولية بهدف الحصول على نتائج الفحوص المطلوبة في وقت أسرع.ثانياً: ننوّه بالنتائج الملموسة التي توصلت إليها اللجنة استناداً إلى الأدلة التي تواصل جمعها، لا سيما لجهة تمكّنها من التأكيد أن عملية اغتيال الرئيس الحريري هي من تدبير شبكة إجرامية، وأن أجزاء من هذه الشبكة مرتبط بعدد من الجرائم الأخرى التي تشملها ولاية اللجنة، إذ تبين لها أن هذه الشبكة كانت قائمة قبل اغتيال الرئيس الحريري وكانت نشطة يوم اغتياله، وأن جزءاً منها على الأقل بقي موجوداً ويعمل بعد الاغتيال. ولا يفوتني هنا أن أنوّه بتأكيد السيد بيلمار اليوم على أن الشبكة المذكورة هي من دون أدنى شك شبكة إرهابية.ثالثاً: نلفت إلى تسجيل اللجنة أن التعاون مع السلطات القضائية اللبنانية مستمر ويتعزز إن لجهة دورية الاجتماعات أو تبادل المعلومات أو إجراء عمليات التقييم للأدلة لاتخاذ الإجراءات المناسبة في ضوئها، أو لجهة التحضير للمراحل المتقدّمة والمقبلة بالنسبة لمختلف التحقيقات الجارية. كما يهمّنا هنا أن نجدد التزام الحكومة اللبنانية تقديم كل سبل الدعم لحماية مقر اللجنة والعاملين فيها.رابعاً: بعدما اطلعنا الأسبوع الماضي من تقرير سعادة الأمين العام إلى مجلسكم الكريم على التقدم الهام في الخطوات لوضع المحكمة ذات الطابع الدولي الخاصة بلبنان موضع التنفيذ، ومنها توقيع اتفاقية المقر واختيار القضاة وتعيين أمين السجلات وتشكيل لجنة الإدارة وتأمين مبلغ كبير من المساهمات المالية المطلوبة، يهمّنا أن ننوّه بما أتى به المفوض بيلمار في تقريره لجهة استكمال الخطوات اللازمة لإنجاز المرحلة الانتقالية نحو المحكمة سواء لجنة تأمين نقل الأدلة والبيانات المادية أو ضرورة النظر في المسائل القانونية الخاصة بهذه العملية".وختم السفير سلام "السيد الرئيس، إذ نجدد ثقتنا بلجنة التحقيق ورئيسها، فإن وفد بلادي يأخذ علماً بطلب السيد بيلمار التمديد لعملها ويؤكّد لكم أن حكومتي سوف تولي الأمر العناية اللازمة".
No comments:
Post a Comment