February 14, 2009 - Annahar - Obama support to the STL

السبت 14 شباط 2009 - السنة 76 - العدد 23611
محليات سياسية
أول مقاربة لبنانية لإدارة أوباما في ذكرى اغتيال الحريري
لا تغيير في الموقف المبدئي الأميركي وانتظار آثار "الانفتاح"
شكّل موقف الرئيس الاميركي باراك أوباما من ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري مقاربة خاصة للوضع في لبنان، هي الاولى لإدارته منذ انتخابه وتسلمه مهماته الرئاسية. ذلك ان مقاربات هذه الادارة حيال قضايا الشرق الاوسط وملفاته وأزماته طغت في شكل واضح على معظم مواقفها وتحركات موفديها وديبلوماسييها، وترقب اللبنانيون وقتا غير قصير سماع موقف محدد حيال الوضع اللبناني لمعرفة مواطن الفوارق المحتملة بين الادارة الجديدة وادارة الرئيس السابق جورج بوش في شأن لبنان.
وحظي موقف الرئيس اوباما، ومثله الموقف الاكثر تفصيلا واتساعا الذي اعلنته وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون باهتمام واسع لدى الاوساط السياسية والديبلوماسية المحلية التي توقفت عند مجموعة خلاصات اولية في شأن هذين الموقفين.
ويمكن القول ان الانطباع الواسع الذي ساد هذه الاوساط غلب عليه الارتياح نظرا الى ثبات الموقف المبدئي الاميركي من القضايا الاساسية التي تعني اللبنانيين جميعا في معزل عن انقساماتهم واصطفافاتهم السياسية الحادة. فليس هناك، في رأي هذه الاوساط، اي فوارق جوهرية او ملموسة في موقف الادارة الاميركية الجديدة من قضايا السيادة والاستقلال وتنفيذ القرارات الدولية في لبنان، فضلا عن المغزى الاستثنائي الذي اكتسبه اعلان الولايات المتحدة بدعم المحكمة الدولية وتخصيص 6 ملايين دولار لموازنتها في سنتها الثانية بعد المساهمة الاميركية بـ14 مليون دولار في تمويل موازنة السنة الاولى.
وتلفت الاوساط نفسها في هذا السياق الى ان هذا الموقف بدد الكثير من الاجتهادات والتفسيرات التي سادت اخيرا حيال امكان تبدل الموقف الاميركي من لبنان تحت وطأة المخاوف التقليدية من امكان ان يدفع لبنان ثمن الانفتاح الاميركي المرتقب على سوريا وايران. وهذا الارتياح يتصل على الاقل بالناحية المبدئية من الموقف الاميركي الذي لا يبدو واقعيا ان ثمة مصلحة له في اعطاء اي انطباع خاطئ حيال تبديل جذري بين موقف ادارة بوش وموقف ادارة اوباما.
فما ينطبق على فوارق وتبديلات ربما تبلغ حدا كبيرا في السياسة المعتمدة في العراق او حيال الملف الفلسطيني او الملفات الاقليمية الاخرى والعلاقات مع سوريا وايران، لا ينسحب على لبنان حيث توقع خبراء ديبلوماسيون، ابان الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة، ان تبقى السياسة الاميركية حيال لبنان ثابتة في اطرها العامة والتفصيلية وإن اختلفت مقاربات الديبلوماسية الاميركية حيال الملفات المتصلة بعلاقات واشنطن مع كل من سوريا وايران.
وتضيف هذه الاوساط ان ذلك لا يعني بالضرورة ان الحكم على الموقف الاميركي اصبح كافيا لمجرد صدور بيان الرئيس الاميركي ووزيرة الخارجية في الذكرى الرابعة لاغتيال الرئيس رفيق الحريري. فليس خافيا ان المخاوف ستبقى ماثلة لدى كثيرين من امكان حصول تطورات قد تدفع بالملف اللبناني نحو مراتب خلفية في الاولويات الاميركية وإن لم يتبدل موقفها المبدئي من اوضاعه. وفي رأي هذه الاوساط ان هذا الامر يرمي الكرة في المرمى اللبناني اولا وليس عند الاميركيين، بمعنى ان يضطلع لبنان الرسمي بدور فعال في نسج موقع له في اولويات هذه الادارة وعدم ترك الامور على غاربها خصوصا متى تحركت بقوة احتمالات نشوء قنوات حوار بين واشنطن وكل من دمشق وطهران، لأن نتائج حوارات كهذه، باحتمالاتها السلبية والايجابية على السواء، ستعني لبنان حكما وستضعه في مصاف الدول التي تشهد تأثيرات مباشرة عليها بفعل هذه النتائج.
ولكن الاوساط نفسها لا ترى ان ثمة ما يبعث على القلق من هذا الاحتمال في هذه اللحظة الدولية والاقليمية تحديدا نظرا الى ان ظهور نتائج الانفتاح الاميركي المرتقب سيستلزم وقتا غير قصير، كما ان ثمة اولويات دولية واقليمية قبل معاينة الطريقة الاميركية الجديدة في معالجة الملف اللبناني. اما العامل الاهم من كل ذلك فيتصل بالاستحقاق اللبناني الانتخابي الذي يرصده الاميركيون باهتمام، كما سواهم في العالمين الغربي والعربي، نظرا الى ما يشكله من منعطف كبير في رسم صورة المشهد السياسي المقبل الذي سيتحكم بقوة كبيرة بطريقة تعامل الدول مع لبنان وتحديد اطر مصالحها حياله على اساس هذا المشهد ومتغيراته اولا واخيرا.