Annahar - Detlev Mehlis & Special Tribunal, 28 january 2008
انتقد برامرتس وحذر من تلاشي حيوية التحقيق ميليس: حان الوقت لخلاصة أخيرة في الاغتيالات
دبي –"النهار":انتقد رئيس لجنة التحقيق الدولية الاسبق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ديتليف ميليس خلفه سيرج برامرتس محذرا من ان "الحيوية في التحقيق قد تتلاشى". واعتبر انه "حان الوقت لوضع خلاصة اخيرة مؤكدا ان المحكمة ستنشأ هذا الصيف "لكن على الناس الا يتوقعوا محاكمة في السنتين او الثلاث المقبلة، الا اذا استعاد التحقيق زخمه".تحت عنوان "العدالة للبنان"، نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الاميركية والموزعة في دبي امس مقابلة مع ديتليف ميليس من مكان اقامته في برلين.وقد استهل ميليس المقابلة بانتقاد رئيس اللجنة السابق سيرج برامرتس لانه لم ير "كلمة في تقاريره الصادرة في العامين الماضيين تدل على انه حقق تقدما" مؤكدا انها المرة الاخيرة التي يدلي بها بأحاديث صحافية. وتصريحات ميليس التي تزامنت مع مغادرة برامرتس لبنان لتسلمه مهمات جديدة في المحكمة الخاصة المتعلقة بيوغوسلافيا السابقة، طبعها تحذير من ان الحيوية في التحقيق في جريمة الرئيس الحريري قد تتلاشى لافتا الى انه مع تعيين المدعي العام الجديد"حان الوقت لوضع خلاصة اخيرة".ويعرب ميليس عن قلقه من "احتمال الا تسود العدالة قضية اغتيال الرئيس الحريري ملاحظا انه " يبدو انها فقدت الزخم الذي تمتعت به حتى كانون الثاني 2006". ويذكر انه عندما انهى مهماته، "كنا جاهزين لتسمية متهمين، لكن، يبدو ان الملف لم يحقق تقدما منذ تلك المرحلة.(...) إذا كان لديك متهمون، فلا تدعهم يجولون بحرية، لسنوات، للتلاعب بأدلة".انتقاد آخر يسوقه رئيس لجنة التحقيق الاسبق لخلفه برامرتس ويتمثل في اعادة فتحه مسرح الجريمة، فور وصوله الى لبنان ليصل في وقت لاحق الى الاستنتاجات نفسها التي سبق لميليس ان ساقها، مؤكدا "احقية الشعب البناني في الاطلاع على المعلومات المتعلقة بالجريمة، حتى ولو تحققت نكسات في التحقيق. ففي دولة ديموقراطية، للشعب حق المعرفة وخصوصا عندما يتم اغتيال رئيس للوزراء ولا يثق الشعب بالسلطات. كانت هذه فرصة لاعادة ترميم الثقة في النظام القضائي."ويعود ميليس الى مرحلة توقيف الضباط الاربعة واستجواب مسؤولين سوريين ونيته استجواب الرئيس السوري بشار الاسد مذكرا انه غادر لبنان عقب ذلك ولا يعرف ماذا حصل بعدها. وعن تراجع شاهدين عن افادتهما، يقول: "(...) حتى في هذه الحالة يمكن معرفة الجهة التي تسعى الى التأثير على صدقية التحقيق". وردا على سؤال عن صعوبة المس بالنظام السوري اذا ثبت تورطه، يجيب :" كمدعي عام، لا يمكنك ان تدعي على دول وحكومات بل على اشخاص. عندما ترأست اللجنة، كانت هناك ارادة للوصول الى الاساس وبرز ذلك في كل القرارات التي اصدرها مجلس الامن حيال القضية. لماذا لا يظهر ذلك الآن؟ روسيا مثلا كانت احدى الدول الاكثر تعاونا مع التحقيق، فقد اقنعت سوريا بالاحتكام الى القرارات (...)". وماذا عن المرحلة الراهنة؟ يجيب ميليس "ان التوتر بين السياسة والعدالة امر عادي" مبديا تفهمه لموقف الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي انان الذي لم يعد يريد مشكلات بسبب قضية الحريري، رغم انه كان داعما لعمله. ويخلص الى التأكيد ان المحكمة ستنشأ هذا الصيف " لكن على الناس الا يتوقعوا محاكمة في السنتين او الثلاث المقبلة، الا اذا استعاد التحقيق زخمه" مبديا خشيته من ان ينتهي المتهمون في قضاء الـ no man’s land"" ، فيدعي لبنان من جهة انهم تحت السلطان القضائي الاممي، فيما تعتبر الامم المتحدة انه يجب ان يبقوا تحت السلطان القضائي اللبناني".ويبدي ميليس في ختام المقابلة تفاؤلا جزئيا بتأكيده "ان احداً لايمكنه الغاء المحكمة. قد لا اكون مسروراً بالاطار الزمني، الا انني مقتنع انه يمكن التوصل الى حل القضية وسيحصل ذلك".ويؤكد ان "صورة الامم المتحدة على المحك وخصوصا في لبنان حيث يعلق الشعب آمالا كبيرة - وربما كبيرة جداً - على التحقيق". اما نصيحته الى دانييل بيلمار فيختصرها بعبارة: "ركز على قضية الحريري ولا تسعى الى كتابة كتاب تاريخ. ركز على الفاعلين والآلية ودوافع الجريمة. فالتحليلات لا يمكنها ان تحل محل التحقيق البوليسي الصلب".
No comments:
Post a Comment