Aliwaa - Political interference in the STL, 18 march 2008
المحكمة الدولية دخلت "مرحلة الإقلاع" بقوة دوليةوالمخاوف من تدخلات فيها سياسية بحتة كتبت رباب الحسن:
لا تزال قضية المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري الشغل الشاغل للأوساط السياسية اللبنانية، حيث تعرب أكثر من جهة سياسية عن قلقها وتوجسها من حصول صفقة ما على حساب لبنان في مسألة المحكمة، وهو الأمر الذي أعلن عنه بوضوح رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، حين أبدى تخوفه على المحكمة الدولية "لأن هناك بعض الدول التي لم تسدّد المتوجبات المترتبة عليها من جهة، والى دخول السياسة عليها لإنقاذ سوريا من جهة أخرى"·
مصدر مطلع على سير عمل المحكمة الدولية أكد لـ"اللواء" ان المخاوف التي تطرح في شأن المحكمة هي مخاوف سياسية، والقانون الدولي لا يتعامل مع هذه الهواجس، وانما هناك وقائع وأدلة وبراهين تقدّمها لجنة التحقيق الدولية، المرجع القانوني المختص بالتحقيق في الجريمة، مشيراً الى ان المحكمة وصلت الى مرحلة متقدمة من انشائها، وهو ما أعلنه امين عام الأمم المتحدة بان كي مون من "ان مرحلة الإقلاع بدأت، وان المحكمة الخاصة ستبدأ اعمالها في مراحل متتابعة، وأن المدعي العام يتبعه القاضي التمهيدي سيبدآن أعمالهما قبل المسؤولين الآخرين، اضافة الى رئيس المحكمة، على أن يبدأ الآخرون مهماتهم في وقت يحدد بالتشاور مع رئيس المحكمة الخاصة"·
وعليه يرى المصدر أن أحداً لن يمكنه بعد اليوم إيقاف العمل بالمحكمة مهما بلغ شأنه، لا سيما وأن إنشاءها يحظى بدعم عربي ودولي كبيرين·
وعن المخاوف اللبنانية من إمكانية حصول أي تدخل سياسي في المحكمة وأن هذا الأمر يشكّل هاجساً لدى الموالاة والمعارضة معاً، رأى المصدر أن هذا الخوف يمكن أن يكون مبرراً لو أن أمر إنشائها لا يزال في عهدة الحكومة اللبنانية، ولكن الأمر بات في يد الأمم المتحدة التي لن تقبل بأي تدخل لأن مصداقيتها كمؤسسة دولية على المحك· وبالتالي فإن الكلام الذي يُطلق عن مخاوف ربما يكون مبرراً في ظل ما يشهده لبنان من أزمة سياسية عميقة، بحيث فُقدت الثقة بين الأطراف السياسية وكثر التدخل الخارجي بلبنان، وتم ربط وضعه السياسي برمته بأزمة المنطقة، غير أن العمل في مسألة المحكمة الدولية مختلف كلياً فهناك فريق مختص يضم اختصاصيين موثوق بهم كلياً، وفي طليعتهم المستشار القانوني للأمين العام للأمم المتحدة نيكولا ميشال الذي أثبت مصداقية عالية جداً في التعاطي مع هذا الملف· غير أن المصدر لا يُغلق الباب نهائياً أمام هذه المخاوف "إذا ما حصلت صفقات سياسية على مستوى عال وكبير جداً، لكن هذه المسألة مستبعدة حالياً في ظل الأجواء السياسية السائدة، متوقعاً أن تنتفي هذه المخاوف نهائياً مع انطلاقة عمل المحكمة خلال الأشهر القليلة المقبلة، لأنه عند انطلاقة عمل المحكمة فالقانون هو وحده الذي سيسود"·
No comments:
Post a Comment