Almustaqbal - Ban Ki Moon and Geagea meeting, 18 march 2008
بان كي مون استقبله ودعا اللبنانيين الى انتهاز فرصة دعم المجتمع الدولي
جعجع يطالب الأمم المتحدة بمساعدة لبنان على ترسيم مزارع شبعا ونشر قوات فيها
المستقبل - الثلاثاء 18 آذار 2008 - العدد 2908 - شؤون لبنانية - صفحة 2
نيويورك ـ سامر رزق
دعا رئيس الهيئة التنفيذية في "القوات اللبنانية" سمير جعجع الأمم المتحدة الى مساعدة لبنان في انسحاب القوات الاسرائيلية من مزارع شبعا ونشر قوات دولية مكانها. وأكد بعد لقائه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مقر المنظمة الدولية في نيويورك أن النظام السوري يؤخر ترسيم الحدود في مزارع شبعا لمنع لبنان من استردادها من اسرائيل. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة أن لقاءه بجعجع أتى في إطار لقاءاته جميع الأطراف بهدف "تسهيل الحوار بين القادة الللبنانيين". وأعرب بان قبيل استقباله جعجع، عن قلقه من تواصل الفراغ الدستوري الخطير جداً في لبنان، آملاً "أن ينتهز اللبنانيون فرصة محاولة كل المجتمع الدولي مساعدة الحكومة والشعب اللبنانيين لتجاوز الوضع السياسي الخطير". وأشار الى أنه سيعبّر لجعجع عما يساوره من مخاوف حيال الفراغ الدستوري و"سأحاول مجدداً حث القادة اللبنانيين على اعتماد الحوار"، لافتاً الى لقائه "الجيد جداً" مع رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة في السنغال والذي تناول فيه أيضاً "ضرورة الخروج من الفراغ الدستوري في لبنان من خلال انتخاب رئيس للجمهورية". جعجعوأوضح جعجع بعد اللقاء أنه شرح للأمين العام للأمم المتحدة "المشكلة العضوية التي يعانيها لبنان المتمثلة برفض النظام السوري الاعتراف بسيادة لبنان واستقلاله من خلال رفض ترسيم الحدود". أضاف: "ان النظام السوري يؤخر عن سابق تصور وتصميم ترسيم الحدود في مزارع شبعا لكي لا يستطيع لبنان استرداد هذه المزارع". وأشار الى أن عدم الاعتراف السوري بلبنان يتمثل ايضاً برفض دمشق تبادل التمثيل الديبلوماسي، فضلاً عن "تدفق مقاتلين وأسلحة من سوريا الى لبنان"، لافتاً الى أن ظاهرة "فتح الاسلام" هي "من تدبير المخابرات السورية بشكل أساسي". وفي جانب متصل، أعلن جعجع أنه طالب خلال لقائه بان كي مون بانسحاب اسرائيل من مزارع شبعا لتحل مكانها قوات تابعة للأمم المتحدة. وأكد أنه طرح أيضاً في اللقاء قضية "الأسرى اللبنانيين في السجون السورية والاسرائيلية"، موضحاً أنه طالب بتشكيل لجنة خاصة في مجلس الأمن الدولي لمتابعة هذه القضية. وأشار الى أنه كان قد تطرق الى مسألة الأسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية في اجتماعاته في العاصمة الأميركية واشنطن وأن الموقف الأميركي شدد على ارتباط هذه القضية بالأسيرين الاسرائيليين لدى "حزب الله". وفي شأن المحكمة الدولية، قال جعجع إن الأمين العام للأمم المتحدة طمأنه الى أن الخطوات التحضيرية لتأسيسها متواصلة على قدم وساق و"كل شيء بات جاهزاً، وجل ما في الأمر انتظار أن تنتهي التحقيقات التي حققت تقدماً كبيراً". وشدد جعجع على أن أي ضغوط لا يمكن ان تؤثر على انطلاق المحكمة الدولية، مؤكداً حيادية هذه المحكمة وطابعها الدولي وهي "التي تتشكل من قضاة من كل أنحاء العالم".ورداً على سؤال عما إذا تطرق اللقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة الى عقد مؤتمر دولي حول لبنان، أوضح أن هذا الاجتماع الدولي هو مجرد فكرة طرحها تيري رود لارسن وانه سيجتمع بالأخير لمعرفة ما اذا كانت لديه تفاصيل محددة. وعن فهمه لمطالبة "التيار الوطني الحر" بعقد "طائف لبناني"، دعا جعجع الى "عدم استخدام اتفاق الطائف بشكل ديماغوجي في إطار المزايدات"، معتبراً أن "أي لعب باتفاق الطائف خطير جداً، وأن تعديل احدى جوانبه سيؤدي الى تعديلات في جوانب أخرى".القمة العربية وجدد جعجع رفضه مشاركة لبنان في القمة العربية في دمشق، مؤكداً ان الورزاء الذين يمثلونه سيصوّتون في الحكومة ضد المشاركة فيها. وأشار الى أن بان كي مون طرح عليه سؤالاً عن توقعاته حيال القمة العربية، وأنه أجابه بأن "التوقعات المنتظرة منها ليست ذات أهمية". أضاف جعجع: "حاميها حراميها، لا ننتظر ايجابيات في شأن لبنان من النظام السوري الذي يستضيف القمة، خصوصاً أن سوريا متهمة حتى إشعار آخر بكل الاغتيالات التي حصلت في لبنان". وعما إذا كان يتوقع تعديلاً حكومياً، قال: "نحن بانتظار نتائج مؤتمر القمة (العربية) التي لا حظوظ أمامها للأسف لتوصلنا الى انتخابات رئاسية، وبذلك، تكون المبادرة العربية قد فشلت". ولفت الى ان أمام الأكثرية في لبنان احتمالين أو ثلاثة في حال فشل القمة العربية في المساعدة على انجاز الانتخابات الرئاسية "أحدها إعادة تشكيل الحكومة لتصبح ممثلة ومتوازنة من كل جوانبها". وعما اذا كان يشارك في حل مسألة الأسيرين الاسرائيليين المحتجزين لدى "حزب الله"، قال: "لا للأسف لأن الطرف المعني لا يشارك باقي اللبنانيين في هذه المشكلة ولا في الخطة المتعلقة بها ولا في أي شيء آخر". وأوضح أنه سمع من المسؤولين الأميركيين ان حل مسألة الاسرى اللبنانيين في السجون الاسرائيلية مرتبط بمسألة الأسيرين الاسرائيليين المحتجزين لدى "حزب الله". واستقبل بان كي مون جعجع على مدى نحو نصف ساعة بحضور مبعوثه لمراقبة تطبيق القرار 1559 تيري رود لارسن. ورافق جعجع في اللقاء النائب ستريدا جعجع والوزير جو سركيس ومستشاره للعلاقات الدولية إيلي خوري، ومسؤول ولاية نيويورك في "القوات اللبنانية" إدغار الشعار. حديث الى "الراي"وكان جعجع قال في حديث الى صحيفة "الراي" الكويتية نشر أمس: "ان الشرق الاوسط لن يرتاح من دون حل للقضية الفلسطينية، التي هي المدخل الفعلي لحل قضايا الشرق الاوسط كافة، ولذلك ركزت على الموضوع الفلسطيني، هذا من ناحية. ومن ناحية اخرى، لا يوجد حل حتى الآن في الافق. هناك حل تم التوصل اليه الى حد بعيد بين رئيس الحكومة الاسرائيلي السابق ايهود باراك ورئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات سنة 2000، ولا يوجد حل الا ان نأخذ هذا الحل ونضيف اليه بعض التفاصيل التي تنقصه، وتاليا يصبح هناك دولة فلسطينية، ونكون انتهينا من مشكلة كبيرة جدا تعقد المشكلات الاخرى في الشرق الاوسط".واعتبر ان "السوريين يأخذون موضوع غزة كحجة، ويختبئون وراءه كي يدفعوا الدول العربية الى المجيء وعقد مؤتمر في دمشق، على سبيل المثال لا الحصر"، موضحاً أنه تقدم الى الادارة الاميركية، بأوراق "نشرح فيها رأينا من المواضيع المطروحة كافة، مثل موضوع لبنانية مزارع شبعا، ورفض التوطين الفلسطيني في لبنان".وحول لقاءاته مع مستشاري المرشحين الاميركيين، الذين يقترحون الحوار مع دمشق في حال انتخاب مرشحيهم، قال: "اي حوار مع سوريا او مع إيران او مع تركيا او مع إسرائيل لن يؤثر على لبنان. فتح الحوار مع سوريا، اذا حصل، ومحاولة الوصول الى امر ما مع سوريا، شيء، والمحافظة على سيادة لبنان واستقلاله وحرية شعبه، شيء آخر تماما. سيادة لبنان واستقلاله اصبحا شيئا اساسيا، ركيزة، او مكسبا فزنا به".اضاف: "ان رهان السوريين على ادارة جديدة، خاطئ وفي غير مكانه. قد تأتي ادارة جديدة تفتح قنوات الحوار مع سوريا، لكنهم سيصلون الى النتيجة نفسها. تذكر تقرير بايكر ـ هاملتون الذي ذهبت من بعده رئيسة مجلس النواب الاميركي نانسي بيلوسي الى دمشق، كم استمر الانفتاح الاميركي بعد ذلك؟ زيارة واحدة وانتهى الموضوع، لأنه لا يمكن الوصول مع السوريين الى شيء. أفترض ان المرشح الرئاسي الديموقراطي السيناتور باراك اوباما ـ اكثر من يطالب بالحوار ـ اصبح رئيسا وفتح حوارا مع سوريا، سيدرك بعد اسبوع او اسبوعين او شهر او شهرين انه لا يمكن الوصول الى شيء. لذا لا أتخوف من هكذا احتمال على الاطلاق. الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، كان يريد ان يجرب وجرب. خلال اسابيع قليلة، قال له مساعدوه، لا يمكن الوصول الى شيء مع النظام السوري. لماذا؟ لان الموقف العالمي من لبنان اصبح واضحا وهذا ما يهمنا، ان يبقى الموقف من لبنان واضحا. هذا مكسب للبنان، ان كان في الادارة الاميركية او لدى المجتمع الدولي". وعن وجود انقسام داخل تحالف 14 آذار من حضور القمة، قال: "نحن موقفنا ان على لبنان الا يذهب الى القمة كي نكون منسجمين في الحد الادنى مع انفسنا. السوريون لا يعترفون بلبنان ولا يقيمون علاقات ديبلوماسية معنا ولا يرسمون الحدود واحتلوا بلادنا لـ30 عاما. منذ ثلاث سنوات، هناك اتهامات صريحة وواضحة بأنهم يقفون خلف اغتيال الرئيس رفيق الحريري وكل الاغتيالات التي حصلت في لبنان. كيف يمكن في وسط هذا الجو ان نذهب لحضور مؤتمر القمة العربية في دمشق؟ اما في موضوع الانقسام، 14 آذار هو تحالف واسع لاحزاب وحركات كثيرة، نناقش موضوع حضور القمة ونأخذ رأينا بالاكثرية من حضورها".واشار الى انه تم التطرق الى موضوع قانون الانتخاب "من باب الدردشة السياسية فقط، اما بخصوص الشارع المسيحي، التغيير الذي يحصل واضح ويترجم كل يوم في كل انتخابات تحدث في لبنان، مثلا في انتخابات نقابة المهندسين اخيرا، فاز تحالف 14آذار بـ 131 من اصل 141 مقعدا. في ما يتعلق بقانون الانتخابات، رأينا هو اننا نحتاج الى قانون اكثر عدلا من قانون 1960 للدائرة الصغرى، وهو ما عبّر عنه غبطة البطريرك (الماروني مار نصرالله بطرس صفير). اذا كان لا بد من الاختيار، نختار قانون فؤاد بطرس او اي قانون مشابه والبحث في الموضوع مستمر".وحول قول وزير الاتصالات مروان حمادة بأن تحالف 14 آذار، في حال عدم انتخاب رئيس للجمهورية، اما سينتخب بالنصف زائداً واحداً في البرلمان، او سيعمل على تفعيل عمل الحكومة، أجاب: "الخيار الاول، يعني الانتخاب في البرلمان بالاكثرية البسيطة، والجنرال (ميشال) سليمان لا يقبل بذلك. في كل الاحوال، ان انتخاب سليمان يحتاج الى تعديل الدستور بسبب موقعه قائدا للجيش. في هذه الحالة، نذهب الى مرشح آخر من داخل تحالف 14 آذار. اما تفعيل العمل الحكومي، اذا ما اردنا السير بهذا الخيار، سنحتاج الى ادخال تعديلات كبيرة على الحكومة الحالية القائمة لتصبح قادرة على تلبية حاجات المرحلة الانتخابية".وعن احتمال تعيين وزراء بدلاء عن الوزراء الشيعة المستقيلين، قال: "ليس بالضرورة ذلك. اذا أدخلنا تعديلات تكون للتعويض عن عدم وجود رئيس الجمهورية المسيحي والتعويض عن النقص في هذه المرحلة الانتخابية التي نعيشها". ونفى ان يكون حزب "القوات اللبنانية"، يقوم بتدريبات، لان "رهاننا الوحيد على الدولة والجيش وقوى الامن، أثبت فاعليته في السنوات الثلاث الاخيرة"، مؤكدا انه "لن تنشب حرب اهلية. حتى الفرقاء الذين نحن على خصومة سياسية معهم، لا ارى نية لديهم للحرب، باستثناء سوريا، لكن السوري لوحده لا يملك امكانية اشعال الحرب. برأيي ان لا قرار لدى"حزب الله" بالذهاب نحو الحرب الاهلية، على الاقل حتى اشعار آخر".وأشار الى ان "المحكمة الدولية ناجزة وستبدأ العمل علنا عما قريب. نحن ننتظر ان تبدأ عملها بين حزيران وايلول لأن القضاة والموظفين الاداريين تم تعيينهم. لا ينقص شيء الا استكمال الاجراءات وانتهاء التحقيق الذي يحتاج الى بعض الوقت، ممكن من شهر الى ثلاثة اشهر. التمويل للسنة الاولى تأمن على وجه التأكيد والوعود للسنوات المقبلة موجودة ولا مشكلة تمويل"، متوقعاً صدور القرار الظني "بدءا من حزيران وقد يصدر في الاشهر القليلة التي تليه".
No comments:
Post a Comment